الكورة ـــ فريد بو فرنسيسصيدا ـــ خالد الغربي

أثار موضوع النفايات المرمية على اطراف بلدة الحريشة مروراً ببلدتي ذكرون وأنفه في قضاء الكورة، موجة استنكار عارمة لدى النواب والاهالي والمجتمع المدني ومنهم البلديات والجمعيات البيئية في القضاء.
النائب فريد حبيب، رأى في بيان اصدره، أن النفايات التي وجدت في المنطقة المذكورة، هي «فضلات نفايات وهي صالحة لكونها سماداً طبيعياً ولا تشكل خطورة بيئية». وطلب من القوى الأمنية ضرورة المراقبة والحراسة الدائمة بغية معرفة الفاعلين.
أضاف حبيب «ان اصحاب العقارات التي ترمى فيها النفايات، كما يبدو، يستفيدون مادياً لقاء ذلك ولا علاقة لنفايات النورماندي بها. ان الأجواء كلها مسيسة والغالبية تعمل بكل جهد لإثبات عجز الحكومة وتقصيرها عن القيام بدورها الفعال، خاصة أن البلد مقسوم وقسم منه يخرب اكثر مما يعمر».
وقد سارعت جمعية حماية البيئة والتراث في قضاء الكورة وجوارها الى اصدار بيان توضيحي رجحت فيه أن تكون هذه النفايات مصدرها مكابس السيارات القديمة، (وهذا ما أشارت إليه «الأخبار» أمس) معتبراً أنها ليست المرة الاولى التي تشهد فيها المنطقة رمياً عشوائياً للنفايات من مختلف المناطق البعيدة.
وأشار البيان إلى أن الهيئة تعارض إلقاء اية نفايات كانت من اي جهة اتت على ارضها، وتدعو الهيئات الامنية والقضائية بالتعاون مع البلديات المعنية الى ملاحقة الفاعلين. واستغربت الهيئة عدم التجاوب السريع مع مشكلة التخلص من النفايات السامة في الحريشة التي لا تزال في مكانها منذ اكتشافها. داعياً السلطات الى التحرك السريع لملاحقة من سماهم «المتخلصين عشوائياً من النفايات» على ارض الكورة وسواها.
أضاف البيان «ويتضح من مراجعة مجلس الإنماء والإعمار المكلف بوضع خطة لإدارة النفايات المنزلية الصلبة على كل المناطق اللبنانية، أنه تم تحديد موقع لفرز وتسبيخ النفايات المنزلية الصلبة في قضاء الكورة أسوة بباقي المناطق. وتضمنت الخطة مركزين للطمر الصحي في محافظتي الشمال وعكار. إن الهيئة تحذّر منذ الآن من إمكان إنشاء المطمر الصحي بمحافظة الشمال على أرضها لأنها عدا طبقات المياه الجوفية، يكفيها ما تعانيه من تلوث شديد».
رئيس بلدية قلحات غابي حامتي، وفي اتصال مع «الأخبار» فضل عدم الخوض في معمعة من اين اتت هذه النفايات؟ معتبراً أن الهمّ الاساس بالنسبة اليه، بصفته رئيس بلدية في قضاء الكورة ومقرر لجنة الصحة في اتحاد بلديات الكورة، هو معرفة نوع هذه النفايات ومن اوصلها الى المنطقة، ومدى انعكاسها على صحة المواطن، مشيراً الى أنه اتصل بالمراجع المختصة وخصوصاً لدى الجهات الامنية من اجل معرفة الفاعلين وثنيهم عن تكرار مثل هذه الاعمال.
وفي صيدا، استغرب رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد تجاهل النيابات العامة، ولا سيما البيئية، لجهة عدم ملاحقة الارتكابات بحق الصحة العامة والبيئة جراء رمي نفايات مكب النورماندي عشوائياً في كل المناطق اللبنانية وكأن هذه النيابات غير معنية بما يحصل، مما يدل على تقصير فاضح لا مبرر له. واستنكر أيضاً في تصريح له موقف السلطة الصامت حيث لم تحرك ساكناً ولم توعز لأجهزتها بوضع حد لهذه الممارسات، مما يثبت للمرة الألف عجز هذه السلطة وعدم اكتراثها بحياة المواطن وصحته.
وإذ وجّه النائب سعد التحية الى الذين تحركوا في مواجهة هذه الاعتداءات ولاسيما أبناء بلدتي برجا (أقليم الخروب) والقرية (شرق صيدا) ناشد المواطنين والبلديات والجمعيات البيئية رفع الصوت والتحرك بحزم لإلزام السلطة بوقف التعديات وعدم تغطية القائمين عليها وتحويلهم للقضاء، علماً أن هؤلاء المرتكبين معروف عنهم ارتباطهم بأحد أركان السلطة.
وأكد سعد «التصدي بحزم للتعديات إذا أقدمت شاحنات النورماندي على الرمي في منطقة صيدا».