فاتن الحاج
حَمَلَت قوى 14 آذار الطالبية، في رسائل مزدوجة، على رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر ومن سمّتهم قوى الأمر الواقع. فقد قررت القوى «الآذارية» مقاطعة الانتخابات الطالبية في المجمع الجامعي في الحدث، لأنّ «حزب الله وأتباعه» يأسرون الحياة الجامعية ويفرضون الإرهاب الفكري والجسدي على الطلاب، ولأنّ «الرئيس» يرضخ لهيمنة هذه القوى وضغوطها فيغدو رئيساً لفئة وطائفة وفريق سياسي.
ثمة تناقض بين المقاطعة والتصميم الكامل على الاستمرار في النضال من أجل تطوير الجامعة وإصلاحها الذي عبّر عنّه رئيس جمعية شباب المستقبل نادر النقيب، في المؤتمر الصحافي المشترك مع شباب 14 آذار، في مقر الجمعية. ثمّ كيف يمكن أن تكون الجامعة اللبنانية الوطنية لكل طلابها من دون استثناء، كما أكد النقيب، في ظل الإصرار على عدم قبول الآخر ووصفه بالشمولي و«بقوة الأمر الواقع التي تقرر ما تريده، وتسمح بما يحلو لها، وتعطي الطلاب ما تشاء من حقوقهم، وتغتصب الحياة الجامعية بثقافتها ومنهجية تفكيرها الأحادي».
أما أسباب المقاطعة التي حددها النقيب، إضافةً إلى سيطرة قوى الأمر الواقع «وإرهابها»، فهي منع هذه القوى تنظيم الندوات والتحركات المشروعة قانوناً ولا سيما المؤتمر الصحافي المشترك لمدير شركة انتل ورئيس الجامعة، ونشاط في ذكرى استشهاد الرئيس الحريري، فضلاً عن خرق قوى المعارضة للقرارات الإدارية الصادرة عن رئاسة الجامعة، ومنها مهرجان عيد التحرير، إطلاق التيار الوطني الحر في الفروع الأولى، مهرجان الانتصار الإلهي، تكريم الشهداء الطلاب، معرض الحزب الشيوعي، والمهرجان السياسي في كانون 2006...
وتساءل النقيب: «أين حيادية رئيس الجامعة الذي وعد أن يكون رئيساً للجامعة اللبنانية، فإذا به رئيساً فئوياً لطائفة وفريق سياسي معيّن؟».
وفيما بدت الهجمة مركزة على الحدث، أوضح الأمين العام لمنظمة الشباب التقدمي ريان الأشقر، رداً على سؤال عن مقاطعتهم انتخابات الفروع الأولى خارج المجمع الجامعي، «أننا سنقاطع في أي مكان نرى فيه طلابنا «يقمعون عند التعبير عن رأيهم، ويتعرضون للتهديد». وبالنسبة إلى «استنسابية» رئيس الجامعة حيال السماح بالنشاطات في المجمع، قال: «رئيس الجامعة إما متواطئ مع قوى 8 آذار، أو مغلوب على أمره»، فيما لفت النقيب إلى «أننا ما زلنا ننتظر توضيحات في شأن هذه الاستنسابية، وخصوصاً بعد اتصال أجراه «بالرئيس» أحد المراجع الكبيرة».
وتطوع نائب رئيس مصلحة طلاب القوات شربل عيد للحديث عن انتصارات قوى 14 آذار في انتخابات الفروع الثانية، من دون أن يتورع عن وصف مجمع الحدث بالضاحية الأخرى، مقابل النفس الديموقراطي والاستفتاء المتواضع في الفروع الثانية على دولة الطائف للتخلص من دويلات اللاطائف.