عيتا الجبل ــ بهية العينين
يدخل الفريق الطبي الفرنسي الى بلدة عيتا الجبل لكي يداوي أبناء البلدة، وسط ترحيب الاهالي والبلدية، على الرغم من انتشار لافت لعدد من الجنود الفرنسيين المدججين بأسلحتهم وبحراسة أمنية مشددة، من قوة تدخل عسكرية فرنسية ترابط مقابل مستوصف البلدية. يقوم الطبيب الفرنسي الكولونيل نيفوا «صحة عامة وطوارئ» وهو الطبيب المسؤول عن الكتيبة الفرنسية الموجودة في الطيري بمعالجة المرضى وتزويدهم الدواء بمساعدة ثلاث ممرضات، والوسيط بينه وبين مرضاه المترجمة نسرين العلم التي تكتب الارشادات الطبية.
يشير الناطق الرسمي باسم القوة الفرنسية العاملة في إطار اليونيفيل ديني بيجو إلى «ان هذا العمل الطبي الفرنسي يجري في مارون الراس نهار الاثنين، وفي مدينة بنت جبيل نهار الثلاثاء، ونهار الجمعة في تولين وفي الغندورية، الاثنين صباحاً والأربعاء ظهراً والخميس في عيتا الجبل. ويلاقي كل الشكر من الاهالي؛ وما نطمح اليه هو أن نرى جنودنا يتحركون بكل حرية بين ابناء الجنوب، على نحو ما تشاهدون اليوم». مكرراً التأكيد «اننا في امان، ونظن أن مختلف الفاعليات لديها رغبة اكيدة في أن نقدم العون الطبي لكل قرية تطلب منا ذلك، خصوصاً القرى الواقعة ضمن منطقة عملنا».
يؤكد نائب رئيس بلدية عيتا الجبل سمير مرتضى «ان المستوصف تم تحديثه، وهو يستقبل يوم الخميس الوفد الطبي الفرنسي ويوم السبت طبيباً لبنانياً. نحن نشكر الفرنسيين على دورهم الانساني ونطالب وزارة الصحة اللبنانية بدعم هذا المستوصف كي يوفر خدمات لأبناء البلدة البالغ عددهم نحو 2000 مواطن».
ويشكو مرتضى «من وجود حالات مرضية نتيجة تغير الطقس، الى جانب الامراض المزمنة لدى كبار السن والعجزة، الامر الذي يتطلب اهتماماً صحياً رسمياً من الدولة اللبنانية في هذه القرية التي دفعت ثمناً كبيراً من الخسائر اثناء العدوان الاسرائيلي عليها في تموز الماضي».
وتلفت المواطنة مريم يوسف، التي تحمل طفلها الرضيع علي وتدخل الى المستوصف للعلاج، إلى «ان واقع حال البلدة غير صالح بيئياً وصحياً، والمطلوب هو ألا نعتمد على زيارة يتيمة لفريق فرنسي طبي كي يعالج عشرات المرضى من الاطفال في يوم واحد خلال الاسبوع؛ هم مشكورون، الا أن من حقنا على الدولة، خصوصاً وزارة الصحة والهيئة العليا للاغاثة والصليب الاحمر اللبناني، أن تنفّذ زيارات يومية، بواسطة المستوصفات النقالة والجوالة للاطلاع على الاوضاع الصحية للاطفال والعجزة، وتوفير العلاج اللازم لهم، خصوصاً أن كثيرين من الاهالي لا يملكون ثمن حبة الدواء ولا أجرة المعاينة».