إبراهيم عوض
معلــومــات عن «رسالــة سريــة» من السنيــورة إلى بــان كي مــون يؤكــد لــه فيهــا استمـرار تهريــب الســلاح

يرى الرئيس سليم الحص ان المملكة العربية السعودية، وحدها، قادرة على جمع القيادات اللبنانية المتخاصمة، والتقريب في ما بينها، للانطلاق الى مرحلة جديدة من الحوار تؤدي الى حل، او للتوصل الى تسوية تخرج لبنان من الوضع الذي يتخبط فيه.
وينقل زوار الحص عنه قوله «اننا بتنا بحاجة الى طائف ثان بعدما وصل التباعد بين الفرقاء الى أبعد حد وبات كل فريق يخاطب جمهوره واصبح السجال بديلاً من الحوار». ويلفت الى ان «الازمة وصلت الى منحى خطير يتطلب وجود من يجمع اطرافها لا من يملي عليها التوجيهات والنصائح».
بدوره كان رئيس مجلس النواب نبيه بري واضحاً حين قال بعد تعثر الحوار بينه وبين رئيس «كتلة المستقبل» النيابية سعد الحريري انه لا يرى امكانية لاستئنافه «الا اذا حصل ذلك في الرياض». وقد سبق له ان طلب اكثر من مرة مساعدة سفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز خوجة في عملية ترطيب الاجواء، وهي المهمة التي ما انفك الاخير يقوم بها جاهداً على رغم خيبات الامل التي واجهته في بعض المرات - حتى من ذوي القربى - وجعلته ذات يوم يعلن اعتكافه وانصرافه الى كتابة الشعر ومداعبة احفاده.
وينوه بري في مجالسه بالجهود التي بذلها ويبذلها خوجة من أجل تقريب وجهات النظر بين فريقي 14 آذار و8 آذار. كما يصرح علناً بأن ما من امر رفعه الى المملكة يخص المساهمة في حل الازمة، الا وكان التجاوب سريعاً من قبلها. من هنا جاءت مناشدته الرياض بالتدخل واستقبال المتحاورين على ارضها، خصوصاً بعد أن تحقق ما سبق ان شدد عليه وهو عودة الصفاء الى العلاقات بين «س - س» اي السعودية وسوريا.
بدوره يشيد السفير خوجة بالرئيس بري ويعتبره «الوحيد الذي يعمل بصدق واندفاع لمصلحة لبنان لا لمصلحته الذاتية»، كما نقل عنه نائب معارض تربطه به صداقة قديمة. وفيما يشير النائب الى انه سمع من خوجة ما يؤكد عودة العلاقات بين سوريا والسعودية الى سابق عهدها، الأمر الذي يمهد لمعاودة تفعيل المحور المصري - السعودي - السوري، وانعكاس ذلك ايجاباً على الوضع في لبنان، الا انه خرج بانطباع مفاده ان ابواب الحلول للأزمة اللبنانية ما زالت مغلقة في الوقت الحاضر وتتطلب جهوداً كبيرة لفتحها.
والكلام عن «الجهود الكبيرة» يوجه الانظار مجدداً الى الدور السعودي ومعه يطرح السؤال ما اذا كان هذا الدور سيبقى في دائرة النصح والتمنيات والاتصالات المكثفة التي يقوم بها السفير خوجة لاحياء الحوار الثنائي بين بري والحريري، أم سيتطور ويتوسع ويصبح أكثر فعالية الى حد توجيه الدعوات الى اهل الحوار للحضور الى الرياض بعدما بلغت الامور حداً بات يتعذر معه الاتفاق على الارض اللبنانية، واصبح الاتصال الهاتفي بين زعيم موال وآخر معارض حدثاً في حد ذاته.
وتتوقف اوساط سياسية لبنانية عند اشتراط المملكة تفاهم اللبنانيين اولاً قبل القدوم اليها، لتشير الى ان التوصل الى مثل هذا التفاهم ينهي الحاجة الى السفر، ومن هنا جاءت النداءات متمنية عليها التدخل لتحقيقه على أرضها على غرار ما حصل عام 1989، حين استحال على مجلس النواب الاجتماع في بيروت فتوجه أعضاؤه الى الطائف.
من جهته يوافق السفير خوجة القول ان توصل الاطراف اللبنانيين الى اتفاق ينهي الى الحاجة الى «طائف ثان»، ويؤكد لـ«الأخبار» ترحيب المملكة باستضافة القيادات اللبنانية اذا ما رغبت في ذلك، متسائلاً في الوقت نفسه «ما اذا كانت هذه القيادات مستعدة للحضور الى الرياض، وجاهزة لاستئناف الحوار والتوصل الى اتفاق في ما بينها؟».
وتعوّل اوساط نيابية على تحرك سعودي - سوري مرتقب من شأنه المساهمة في تهدئة الاجواء المضطربة على الساحة اللبنانية، الا انها تبدي قلقها من استمرار التوتر في العلاقات اللبنانية - السورية مع غياب أي مؤشر على حصول تحسن - وان طفيفاً - قد يطرأ عليها، خصوصاً بعد ورود معلومات تحدثت عن «رسالة سرية» كشف عنها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال زيارته الاخيرة الى دمشق قال انه تلقاها من الرئيس فؤاد السنيورة بعد أيام على مغادرته بيروت نهاية الشهر الماضي واجرائه محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، يؤكد له فيها استمرار تهريب السلام من سوريا الى لبنان، وذلك خلافاً لما اعلنه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقداه معاً في السرايا الحكومية وصرح خلاله رئيس الحكومة بأن «القوى الامنية اللبنانية تبذل كل طاقاتها لمراقبة الحدود التي تنتشر عبرها، وحتى الآن لم تتمكن من تحديد حالة واحدة من تهريب الاسلحة».