جبيل ـــ جوانّا عازار
«نحن في الكتائب قوافل في خدمة لبنان»، «فخر وعزّ أن ننتمي إلى حزب تاريخه مقاومة واستشهاد». لافتتان زيّنتا الطريق المؤدّية إلى قاعة البطريرك يوسف الحويّك في ثانويّة مار يوسف لراهبات العائلة المقدّسة المارونيّات في جبيل، حيث احتفل حزب «الكتائب اللبنانية»، بتسليم بطاقات حزبيّة لمنتسبين جدد من أبناء قضاء جبيل في دورة أطلق عليها اسم الشهيد بيار الجميّل.
على وقع أغنية «عالصخر منحفر كتايب»، دخل الرئيس أمين الجميّل برفقة النائبين السابقين فارس سعيد وناظم الخوري قاعة الاحتفال، في حضور رئيس مجلس المحافظات والأقاليم في الحزب ميشال مكتّف، ممثّل عميد «الكتلة الوطنيّة» بشارة مونّس، رئيس «حزب السلام» روجيه إدّة، ممثل «تيار المستقبل» في جبيل عمر اللقيس، مسؤول «القوات اللبنانية» في جبيل شربل أبي عقل، رئيس بلديّة جبيل جينو كلّاب، قائمّقام جبيل حبيب كيروز، إضافة إلى جمع من المحازبين.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، فتعريف من رستم صعيبي، ثم كلمة لرئيس إقليم جبيل الكتائبي جوزف باسيل رأى فيها أنّه «مهما بلغت قوى الظلم والشرّ وأعمال الخطف والاغتيالات، فإن المحكمة ذات الطابع الدولي آتية، ويوم الحساب ليس ببعيد»، معاهداً حزبه على بقاء إقليم جبيل «وفياً للبنان والشهداء ورسالة الكتائب».
بدوره، وجّه الجميل نداءً إلى المنتسبين الجدد دعاهم فيه إلى «تفهّم معنى الانتساب، ومعرفة معنى النضال والاستشهاد»، في ظلّ واقع أيام لبنان «العصيبة جداً، بمآسيها المتنقّلة» بين المناطق والطوائف والأحزاب، فيما «المنطقة على كفّ عفريت».
ومحذّراً من أن لبنان «يقف على مفترق طرق»، استذكر الجميل حادثة استشهاد زياد قتلان وزياد غندور من زاوية المعارضة التي «شجبت واستنكرت وثارت بالتصاريح والمواقف»، إنما هي في النهاية «تقطف ثمار الأحداث الأليمة التي تواجهنا، كأنّها تعتبر نفسها أنّها انتصرت، وكأن هذه المأساة انتصار لها لأنها تؤدي إلى تعطيل المؤسّسات الدستوريّة وشلّ الحياة السياسيّة وتدمير الاقتصاد اللبناني، لتقول بعدها: تفضّلوا لنتحاور، إنّما وفق شروطنا. وهذه هي قمّة السلبية».
وفي استكمال لـ«جردة» حساباته مع المعارضة التي «لم تتقدّم بأيّ مشروع إصلاحي وأيّة رؤية للحلّ، وكلّ القضايا المطروحة من قبلها تدور حول الحكم والسلطة»، رأى الجميّل أن «فريق الأكثرية مطالب بعدم إثارة الفتنة كي لا يدفع بالبلد إلى المجهول»، كأنها هي المعنية الوحيدة بـ«التضحية وتقديم الدموع والدماء. وفي النهاية، كل شيء باق على حاله».
وفي شأن الاستحقاق الرئاسي «المحطة الأساسية والمصيرية في مسار الأزمة اللبنانية»، و«الملتقى لكل القيادات الخيّرة في البلد»، في مقابل «موضوع الحكومة الذي لم يعد يحرز، إذ هناك شهران أو ثلاثة يمكن تمريره، والمحكمة أصبحت في عهدة الأمم المتحدة»، تمنى «أن يتقدّم الكل بمشروعه الوطني الشافي الذي يحقّق الاستقرار والطمأنينة، مع أهمية التوقّف عن السجالات العقيمة والعبثيّة»، وإلا «يكن على لبنان السلام»، مشيراً إلى أن همّ «الكتائب» في موضوع الرئاسة يكمن في كون الاستحقاق «مشروعاً وطنياً، وليس مشروع سلطة».
ورأى أن قدر «الكتائب» دوماً هو «البقاء في طليعة المناضلين من أجل الحفاظ على لبنان وإعلاء شأنه وتحصين سيادته واستقلاله»، محذّراً من أن اللبنانيين يقفون على مفترق طرق في مواجهة مع التاريخ «فإما نكون أو لا نكون، وإما أن نحفظ لبنان، أو لا يعود البكاء على الأطلال نافعاً».
ومستشهداً بمقولة للبابا يوحنا بولس الثاني «لبنان أكبر من بلد، إنه رسالة»، ختم الجميّل كلمته بالدعوة إلى «جعل لبنان أكبر من مساحة حوار داخلية، بما يترجم رسالته الحضارية والثقافية».