لم ترم السلاح
  • د. جود حاتم حيدر

    لم ترم السلاح
    جهرت بضعفك امام كل الفن والفرح والجمال،
    واختزنت قدراتك متصدياً للصعاب، طفت حناناً فوق جمرات غضبك من الظلم والطغيان،
    وأبقيت الذهن مرهفاً والعقل بياناً.. فسرّك أعمق من ان يباح.
    عرفت سر الهزيمة فمحوته في الزمان،
    ونقشت سبل النصر في الأذهان،
    احييت من ثبات صدق «الأخبار»،
    ولم تغرك فرصة،
    فرمشة جفن تعيد للنفس الصفاء،
    مقاوم لم ترم السلاح.
    «خطاً احمر» رسمته لليمين بدم، ولليسار بقلم،
    وللخلف برفض، وللأمام بإتقان،
    يتراءى حدوداً للمكان، وتفرضه حدوداً للزمان.
    أخرجت عن بعد المكان والزمان،
    أستلقيت مطلقاً للروح العنان؟
    فنشوة النصر حق في طريق الجهاد.



    ضاعت البوصلة

  • سحر شلق

    منذ رحيل امي وتركي في هذه الدنيا اللئيمة، كنت قد عاهدت نفسي اني لن اذرف الدمع وأنه لا شيء بعدها يستحق الحزن عليه!
    لكني فوجئت يوم مماتك يا جوزف، بأني حزنت عليك فعلاً وذرفت دمعاً صادقاً محباً. لم أكن اعرف انك صديقي الا يوم مماتك. لم اعرف وجهك إلا بعد رحيلك.
    اكتشفت اني كنت ألاحقك سنين طويلة من جريدة الى اخرى وعندما اجدك استريح.
    اكتشفت انك صديقي الصباحي الذي اصحو لأكون معه وأشرب قهوتي المرة.
    لم أكن اشعر بوحدتي الصباحية قبل اليوم.
    كنت صديقاً وفياً صادقاً، لم تكذب علي ولو مرة واحدة انا التي اعاني حساسية مميتة من الكذب والكذابين.
    لم أجادلك يوماً بأي رأي او فكرة.
    مَن بعدك سيعلمني ويحدد لي البصولة؟؟
    ضاعت البوصلة.
    لم يعد للقهوة طعم.
    لم يعد للصباح شوق.
    عدت وحيدة.



    رؤياه باقية

  • هادي قبيسي

    بصمته كان معبراً، وبنشاطه كان ملهماً، وبإنصاته كان يعكس شغفه واحترامه لذاته. كان غارقاً دوماً في النظر نحو الأهداف التي حملها، والرؤى والآمال التي ألفها منذ شبابه، متطلعاً نحو الغد وما قد يحمله للشعوب من آلام أو مخاطر، محاولاً الإضاءة بنظره الثاقب على الموقف والسبيل الأجدى للخلاص من نير الوصايات والمشاريع.
    براديكاليته تخطى الآفاق المغلقة للطوائف، وألف تجاوز مفاتيح الافتراق ليتلاقى مع شعوب المنطقة في بحر تطلعاتها وآمالها.
    أما جوزف سماحة الشخص، فكانت تقاسيم طلته مشبعة بوداعة عميقة، وملامحه تدفع من تباعد عنه نحو استعادة الصداقة والمودة. كان ضنيناً بعلاقاته وصداقاته، معتمداً على روح لطيفة وصدر منشرح يستوعب تقلبات البشر، في العلاقات الشخصية كما في السياسة.
    قلم جوزف سماحة رحل، لكنه رسم الطريق للسنوات القادمة، فهو باقٍ بموقفه ورؤياه، وسماحته المعهودة!!