إبراهيم عوض
أعرب مسؤول سوري بارز عن ارتياحه لأجواء التقارب التي سجلت على خط العلاقات بين دمشق والرياض، وذلك عبر محطتين لهما دلالتهما الأولى في مكة، والثانية في بيروت.
وينقل قطب لبناني معارض عن هذا المسؤول الذي التقاه في دمشق قبل أيام، قوله إن سوريا رحبت بالاتفاق الذي جرى بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقادة «حماس» برعاية سعودية في مدينة مكة المكرمة، وإن كان قد مُهّد له وأُرسيت قواعده في اللقاء الذي جمع عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في العاصمة السورية.
ويرى المسؤول السوري البارز أن الرياض التي التقطت ما رمت اليه دمشق من ترحيبها بالاتفاق، وتشجيعها على إتمامه في المملكة بادرت الى «رد التحية» بإيفاد الوزير السعودي عبد الله الزينل مبعوثاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي سلم الرئيس بشار الأسد دعوة رسمية لحضور القمة العربية المنوي عقدها في الرياض في 28 و 29 الشهر الجاري. ونقل اليه تحيات العاهل السعودي. كما أتبع الزينل حركته بالتوجه الى بيروت حيث اقتصرت لقاءاته فيها على زيارة رئيس الجمهورية العماد إميل لحود في قصر بعبدا، وتسليمه الدعوة الخاصة لحضور القمة من دون أن يعّرج حتى للسلام على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، موضحاً في الوقت نفسه أنه لم يحمل دعوة إلى الأخير مع ما يعني ذلك من إشارة واضحة داعمة للرئيس لحود ومنسجمة مع التوجه السوري.
ويتحدث القطب المعارض عن انطباع تكوّن لديه من خلال اللقاءات التي أجراها في دمشق مع عدد من المسؤولين السوريين عن وجود اتجاه لدى القيادة السورية لإطلاق «رسائل ودية» تجاه المملكة قبل قمة الرياض تضع حداً لحال الجمود التي اعترت العلاقات بين البلدين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في الصيف الماضي، وتؤسس لمرحلة جديدة يتوقع أن تظهر معالمها أثناء القمة.
ويرى القطب المعارض أن القمة المرتقبة تمثّل محكّاً للنيات العربية ولتوجهات الدول المشاركة فيها في التعاطي مع المرحلة الراهنة، وما تشهده من مخاطر تهدد أمن المنطقة برمّتها وسلامتها، كما تظهر حقيقة المواقف من القضايا الرئيسة التي تشغل العالم العربي، وفي مقدمها القضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية. ويؤكد القطب المعارض أنه سمع في دمشق كلاماً واضحاً عن عزم سوريا على بذل كل ما في وسعها لانجاح القمة. كما ذكر أن المسؤولين السوريين يبدون ارتياحهم الكامل للزيارة التي قام بها الرئيس الأسد الى طهران أخيراً وما حققته من نتائج، كما يثمّنون عالياً الدور الذي تقوم بها روسيا دعماً للقضايا والمطالب العربية المحقة، وينوّهون بموقفها المتميز في مجلس الأمن خصوصاً في ما يتعلق بتعاطيها مع موضوع المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإصرارها على الكشف عن الدول العشر التي أعلن المحقق البلجيكي سيرج براميرتس عدم تعاونها مع لجنة التحقيق.
ويكشف هذا القطب أن موسكو أبلغت دمشق عزمها على المضي في مطالبتها بمعرفة أسماء هذه الدول حتى يتحقق ذلك فعلاً. كما أكدت معارضتها لأي قرار من شأنه أن يفرض هذه المحكمة فرضاً، سواء تحت الفصل السابع او غيره من الأشكال التي تؤدي الى إقرار المشروع بعيداً عن اتفاق اللبنانيين عليها.
ويفيد القطب المعارض نفسه أن دمشق مشغولة في التحضير لمشاركتها في مؤتمر الجوار العراقي الذي سيعقد في بغداد في العاشر من الشهر الجاري، وترى أن التباحث مع واشنطن في شأن العراق خطوة جزئية في الاتجاه الصحيح، الذي يتمثل بالحوار في كل مشاكل المنطقة. وتشير مصادر سورية هنا متابعة للاجتماع المرتقب إلى أن «صحوة» واشنطن المتأخرة باستحالة إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة بصورة عامة وفي العراق بصورة خاصة من دون إشراك سوريا وايران في هذا الأمر لا يعني أن الدولتين المذكورتين ستتعاملان مع هذا المؤتمر وكأنهما مؤسسة خيرية جاهزة للعطاء من دون مقابل.
وفي الشأن اللبناني، يكرر القطب المعارض وجهة النظر السورية القائلة إن سوريا تؤيد وتدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون كما يسارع في الوقت نفسه الى الرد على فريق الأكثرية الذي يسخر من هذا القول محملاً سوريا مسؤولية ما يجري على الساحة اللبنانية، مشيراً الى أن مطالب المعارضة محقة ومن المعروف أن سوريا حليفة لكل صاحب حق.