strong>رئيس البرلمان الأوروبي: يجب منع التدخل السوري ــ الإيراني في لبنان بالديبلوماسية أو بطرق أخرى
رأى رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري أنه لا يمكن رئيس مجلس النواب ولا أحداً غيره وقف انعقاد الجلسات النيابية، متهماً سوريا بالتدخل في لبنان لمنع إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي.
كلام الحريري جاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البرلمان الأوروبي هانس غورت بوتيرينغ إثر اجتماع عقداه في مبنى البرلمان الأوروبي أمس، وعُرضت خلاله الأوضاع في لبنان والشرق الأوسط. وقدّر بوتيرينغ «عالياً زيارة النائب الحريري الى البرلمان الأوروبي»، مؤكداً انه «يجب ان يتمكن لبنان من ان يتطور في المستقبل وان لا تكون هناك تدخلات خارجية من دول أخرى وان يقرر مستقبله بنفسه». وقال «نعلم نفوذ سوريا وايران، وأنا أعتقد انه لا حق لأي منهما في ان تؤثر في الوضع في البلد، ونحن سنتابع التطورات بشكل دقيق»، ودعا الى «حل مشكلة مزارع شبعا لأن بقاء القوات الاسرائيلية في هذه المنطقة يعطي ذريعة لآخرين لإقحام اسرائيل».
ورداً على سؤال أكد بوتيرينغ انه «يجب وقف التدخل السوري ــ الايراني في الشؤون اللبنانية من خلال الحوار السياسي والوسائل الدبلوماسية، وإذا لم ينجح ذلك فعلينا التفكير في طرق أخرى». وهل يعني ذلك استعمال القوة، أجاب: «لن أضيف شيئاً على ما سبق وقلته، لقد أدليت بما لدي».
من جهته، شكر الحريري للاتحاد الأوروبي وبرلمانه دعمهما لبنان، وقال: «لدينا في لبنان ديموقراطية، قدمنا أرواحاً كثيرة دفاعاً عنها، وسنعمل مع الاتحاد الأوروبي والبرلمان فيه لمساعدتنا على المضي قدماً في ممارسة هذه الديموقراطية، ولجعلها أمراً واقعاً لهؤلاء الذين لا يحبون ديموقراطيتنا».
ودعا الى انتظار نتائج المحادثات التي ستجري في الرياض بين القيادتين السعودية والايرانية، وأشار الى ان للمملكة العربية السعودية دوراً محورياً في المنطقة، وقد وضعت كل ثقلها لحل الأزمة الحالية في لبنان، آملاً في ان تتوصل زيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد للرياض غداً الى حل ما لهذه الأزمة.
والتقى الحريري في مبنى البرلمان النائبة فيرونيك دو كايسر، وعرض معها التطورات في لبنان والمنطقة وسبل دعم الاتحاد الأوروبي للبنان. وكان الحريري قد التقى مساء أول من أمس في مقر إقامته في بروكسل وفداً من ممثلي قوى 14 آذار في بلجيكا، وجرى عرض للأوضاع في لبنان وللدور الذي يؤديه اللبنانيون في أوروبا لمساعدة لبنان على تجاوز الأزمة الحالية. واطلع من أعضاء الوفد على أوضاعهم، واستمع الى وجهة نظرهم حيال التطورات.
والتقى وفداً من تيار «المستقبل» في بلجيكا برئاسة بركات غطاس الذي وضعه في أجواء نشاطات التيار في بروكسل. وأكد الحريري للوفد «ان لبنان سينهض من جديد بجهود كل أبنائه، وان تيار «المستقبل» سيستمر في إكمال مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري».
وفي حديث مع محطة «سي إن إن»، أكد الحريري ان «أوروبا أدت دوراً كبيراً في لبنان، وساعدته في الأزمة التي يواجهها منذ اغتيال الرئيس الحريري»، وقال: «لقد اتخذت البلدان الأوروبية موقفاً قوياً من أجل كشف هوية قتلة الزعماء اللبنانيين. وإن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان تاريخية. ونحن مؤمنون بضرورة أن نتعلم من أوروبا وبأننا في حاجة إلى دعم الاتحاد والبرلمان الأوروبيين حتى تزدهر الديموقراطية عندنا وتصبح أمراً واقعاً ودليل حياة في وجه الذين يحاولون قتلها».
ورداً على سؤال، قال: «أظن أن لبنان بلد ديموقراطي، ولا يمكن رئيس مجلس النواب ولا أحداً غيره وقف انعقاد الجلسات النيابية. صحيح أننا نواجه أزمة، ولكن لا انقسام على المحكمة. إننا نواجه تدخلات من النظام السوري ومن غيره لوقف هذه المحكمة. وهذه هي المشكلة التي تواجهنا اليوم. لذلك، نحن نطلب من الاتحاد الأوروبي ومن جميع البلدان وقف تدخّله في الشؤون السياسية اللبنانية، فلبنان بلد صغير جداً ولا يحتمل كل هذه التدخلات، وأن يتركوا الديموقراطية تعيش عندنا».
واعتبر أن «أي لبناني يعيش على أرض لبنان يجب أن يحرص على المصالح اللبنانية لا على مصالح النظام السوري في لبنان»، موضحاً ان مصلحة لبنان تكمن «في حمايته من أي اغتيالات جديدة. فكيف يمكن أن نترك نظاماً يقتل شعبنا وزعماءنا ونحميه. نحن نحاول أن نقول لهؤلاء الذين يعيشون في لبنان والموجودين في مجلس النواب، والذين يمثلون الشعب اللبناني أن يفكروا في لبنان ويتصرفوا في شكل لبناني وأن يخدموا المصلحة اللبنانية».
وأكد أن «الاتحاد الأوروبي يدافع عن قضيتنا، فقد ساعد لبنان كثيراً، ولا سيما في مؤتمر باريس 3 الذي حقق فيه لبنان نجاحاً باهراً. والاتحاد الأوروبي أسهم بقيمة 40 في المئة من الأموال التي جمعت في المؤتمر، فهو بالتالي يؤدّي دوراً مهماً جداً في لبنان، ونحن نرتبط بالاتحاد باتفاقية الشراكة مع دول الجوار. وإننا نؤمن بأن هذه الشراكة ستعزز نظامنا الديموقراطي وتساعد على إقامة دولة القانون في لبنان، وتسهم في تحقيق ازدهار بلدنا وإصلاح إداراتنا ونظامنا القضائي وماليتنا».
والتقى الحريري وزير الخارجية البلجيكي كيرل دو غورت وبحث معه سبل دعم بلجيكا للبنان وضرورة تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وأهمية إقرار المحكمة الدولية. وكان قد استقبل في مقر إقامته في فندق «كونراد»، نائبة رئيس البرلمان الأوروبي رودي كراستا تساغاروبولو وعرض معها الوضع في لبنان والتطورات الإقليمية.
ومن المقرر أن ينتقل الحريري إلى باريس اليوم للقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
(وطنية)