صيدا ــ «الأخبار»
عزت النائبة بهية الحريري عودة الهاجس الأمني في صيدا الى الواجهة من خلال الرسائل الأمنية المتواصلة، الى أن المدينة «جزء من هذا الوطن ومن هذه الخريطة» موضحة «أن هناك محاولة لبث القلق على الساحة الصيداوية، وإن شاء الله لا يصلون الى الهدف الذي يريدونه». وناشدت القوى الأمنية والجيش أن يكونوا واعين ومتنبهين لكل محاولة اخلال بالأمن في المدينة.
كلام الحريري جاء خلال زيارتها على رأس وفد من تيار المستقبل الجماعة الإسلامية في صيدا أمس في اطار اللقاءات الدورية بينهما، وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة على الساحة اللبنانية عموماً والصيداوية خصوصاً.
وأكد المجتمعون الثوابت الآتية:
أولاً ــــــ رفض كل أشكال التصعيد والتخاطب السياسي البعيد كل البعد عن أدبيات الخلاف السياسي، ودعوة الجميع إلى الترفع عن أساليب التهديد غير المباشر، والذي لا يؤدي إلى ترطيب الأجواء وبناء جسور الثقة في سبيل الوصول إلى التسوية التي نظن أن الجميع يحرص عليها للخروج من الأزمة الراهنة.
ثانيا ــــــ التأكيد أن صيدا التي تعيش ذكرى تحريرها في مثل هذا الشهر من عام 1984 ستبقى رمزاً للمقاومة بكل فئاتها وقواها. وسترفض، كما رفضت دائماً، الانجرار إلى الحروب الجانبية، وستبقى عنواناً للوحدة والتلاقي مع الجميع شرقاً وجنوباً.
ثالثا ــــــ الحرص على بقاء الاختلاف في وجهات النظر السياسية بعيداً عن التحريض الطائفي والمذهبي، وبالتالي إلقاء التهم التي تثير الرعب بين الناس.
رابعاً ــــــ دعوة الجميع مجدداً، الى الخروج من الشارع والعودة إلى المؤسسات الدستورية للبحث في كل الخلافات من أجل تخفيف حدة الاحتقان بين أبناء البلد الواحد.
خامساً ــــــ إدانة أساليب الترويع المتبعة في كل المناطق اللبنانية عبر وضع المتفجرات التي ضبطتها الأجهزة الأمنية أسلوباً جديداً لإبقاء حال التوتر والخوف بين المواطنين، ودعوة الأجهزة الأمنية الى الضرب بيد من حديد على كل من تثبت إدانته بمثل هذه التصرفات.
من جهة أخرى، استقبلت الحريري في دارة العائلة في مجدليون، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي يرافقه أمين سر حركة «فتح» في لبنان سلطان أبو العينين وجرى عرض الأوضاع على الساحة الفلسطينية والقضايا المتصلة بالوجود الفلسطيني في لبنان.
وبعد اللقاء قال زكي رداً على سؤال عن اعلان قوى الأمن الداخلي ضبط متفجرات متطورة مصدرها مخيم عين الحلوة: نكتشف شيئاً فشيئاً، أن هذا الأمر ليس دقيقاً. ويبدو أن هناك مبالغة حينما يتعلق الأمر بالفلسطينيين».
وزار الوفد رئيس اتحاد بلديات صيدا ــــــ الزهراني الدكتور عبد الرحمن البزري. وأكد زكي بعد اللقاء «اننا ضد الإرهاب في أي مكان في العالم، ونرى أن النضال الوحيد المشروع هو داخل إسرائيل وداخل وطننا ضد المحتل لأرضنا الفلسطينية، وبالتالي نحن على صلة جيدة بالجيش اللبناني والدولة، وقادرون على أن نحسم أي قضية حتى وإن كان هناك تجييش إعلامي كبير حول هذه المسألة».
واستقبل البزري وفداً من حركة فتح الانتفاضة برئاسة عضو المجلس الثوري في الحركة وأمين سر اقليم لبنان نمر قدورة،وعرض معه الاوضاع على الساحتين اللبنانية والفلسطينية.
وأكد البزري ردّاً على سؤال عن مسلسل التفجيرات المتنقلة في لبنان عموماً وصيدا خصوصاً: «ان صيدا حصينة ومنيعة على أي فتنه داخلية، ونحن نعتقد أن هذا العبث ليس بريئاً، وهذه رسائل تصل إلى قادتها لثنيهم عن مواقفهم التي لم تنجرّ حتى هذه اللحظة إلى الفتنة المذهبية». وأشار الى «أن هناك محاولات خبيثة لجر الفلسطينيين إلى التهمة في هذا الموضوع سواء لناحية وضع هذه المتفجرات أو القول إنها كانت بقرب المخيمات الفلسطينية، او لناحية نشر توقيت هذه المتفجرات في هذا الزمن بالذات. لكن هناك وعياً كاملاً لدى القادة ولدى الشعب الفلسطيني، وهناك قرار فلسطيني نحن نحترمه وندعمه بعدم الانجرار والتدخل في أمور الساحة اللبنانية».