strong>شهدت الحدود اللبنانية ــ السورية اول من أمس جولة لوفد من البعثة الألمانية لتقويم المناطق والمعابر الحدودية، بمشاركة ضباط من قوات الطوارئ الدولية العاملة جنوبي نهر الليطاني. وأمس، عقد في سوريا اجتماع للجنة المشتركة لمحافظتي البقاع وريف دمشق بحضور أمني رفيع المستوى من البلدين

عقد أمس في بلودان، الاجتماع الدوري للجنة المشتركة لمحافظتي البقاع وريف دمشق. اللجنة التي تهتم «بمكافحة التهريب وبتسهيل أمور المزارعين العاملين على طرفي الحدود»، حسب ما ذكر مصدر رفيع لـ«الأخبار» شارك في الاجتماع، ناقشت أموراً عالقة في المناطق الحدودية المتداخلة، منها السواتر التي أقامتها القوى الأمنية للبلدين على معابر حدودية غير شرعية. وبناءً على ذلك، قرر المجتمعون تكليف لجنة فرعية القيام بجولة تنسيقة، بتاريخ 12/3/2007، للاطلاع ميدانياً على هذه الأمور، خاصة بعدما رأوا أن الجلسات السابقة للجنة المشتركة واللجان الفرعية المنبثقة عنها أسفرت عن «نتائج ايجابية».
حضور أمني رفيع المستوى
الاجتماع، الذي حضره الأمين العام للمجلس الأعلى السوري ـ اللبناني نصري خوري، تميز بمشاركة ضباط رفيعي المستوى من القوى الأمنية للبلدين. فالوفد اللبناني، الذي ترأسه محافظ البقاع انطوان سليمان، ضم العميد الركن مروان بيطار والعميد الركن غسان حكيم عن الجيش اللبناني، قائد سرية بعلبك في قوى الأمن الداخلي المقدم مروان سليلاتي، بالاضافة إلى قائمقام بعلبك عمر ياسين وأمين سر عام محافظة البقاع احمد بو شاهين ورئيس دائرة المساحة ميشال قصابلي. اما الوفد السوري، فقد ترأسه محافظ ريف دمشق نبيل عمران، وضم كلاًّ من قائد شرطة ريف دمشق بالتكليف العميد احمد حربا وآمر عام الضابطة الجمركية العميد حسن مخطوف وقائد فوج حرس الحدود العميد الركن عبد الرحمن النداف ومعاون قائد شرطة حمص العميد محمود المحمود ومعاون قائد شرطة طرطوس العميد صالح الحلو والرائد محمد ابراهيم من مكتب العلاقات العامة في وزارة الداخلية، بالاضافة إلى فاروق الطباع مدير مكتب العلاقات العامة بالمحافظة، المدير العام للمصالح العقارية محمد درموش، مدير الزراعة في ريف دمشق علي سعادات، ومدير المساحة في المديرية العامة للمصالح العقارية محمد الحمصي.
اثر الاجتماع، صدر محضر الجلسة الذي بيّن انها عُقدت بناءً «على اتصالات الامين العام للمجلس الاعلى السوري ـ اللبناني نصري خوري وعلى الدعوة الموجهة من محافظ ريف دمشق نبيل عمران».
وقال مصدر رفيع المستوى شارك في الاجتماع، لـ«الأخبار» ان هدف أعمال اللجنة هو تسهيل انتقال المزارعين الذين يعملون في أراض يملكونها، او الذين يعملون منذ زمن بعيد في أراض لا يملكونها، في المناطق الحدودية المتداخلة. وأضاف المصدر أن موعد الاجتماع كان مقرراً سابقاً، ولا علاقة له «بالجولة الدولية» التي جرت اول من امس. فالعدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان وتعيين محافظ جديد لريف دمشق، أخّرا موعد الاجتماع الدوري المفترض عقده في شهر تموز 2006. وأضاف أن اللجنة تبحث سبل التعاون لمكافحة التهريب عبر الحدود، من خلال إقامة سواتر ترابية على طرق المعابر غير الشرعية. وأوضح أن الأرضية متوفرة للتنسيق على مستوى عالٍ وميداني بين الأجهزة الأمنية العاملة على طرفي الحدود، وأن الأمر ليس بحاجة إلى أكثر من «قرار سياسي يتخذ على مستوى الحكومتين في البلدين».
وكان البيان الصادر قد ذكر أن محافظ ريف دمشق «تمنى ان تتم مناقشة السبل التي تمكن المحافظتين من تقديم الخدمات المشتركة، وأن تتكثف مثل هذه اللقاءات بين المسؤولين في المحافظتين من اجل تفعيل العلاقات وتوطيدها ومعالجة كل ما من شأنه ان يعرقل تطورها». بدوره، أكد محافظ البقاع على «ضرورة تطوير آفاق التعاون لما لذلك من انعكاسات ايجابية على العلاقات الاجتماعية الشعبية بين البلدين». اما الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني ـ السوري فقد «أشار الى أهمية ما تم انجازه سابقاً، وإلى ضرورة معاودة اجتماعات اللجنة لمتابعة تنفيذ القرارات ومعالجة ما يستجد من امور».
وذكر البيان أن المجتمعين اطلعوا على «النتائج الايجابية» للاجتماعات السابقة وللجولات الميدانية التي قامت بها اللجنة الفرعية على بعض المواقع الحدودية. وطلبوا من اللجنة الفرعية متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق بشأنه، وخصوصاً ما ورد في محضر الاجتماع بتاريخ 5/7/2006.
وأضاف البيان أن الامين العام عرض «نتائج المراجعات التي قام بها لتوسيع عمل اللجنة بحيث تشمل محافظات الشمال وحمص وطرطوس»، وأعطى المجتمعين علماً «بأن الجانب السوري قام بتسمية ممثلين عن محافظتي حمص وطرطوس، فيما الجانب اللبناني لم يقم بذلك حتى الآن». وتم الاتفاق على ان تتابع الامانة العامة هذا الموضوع مع الجانب اللبناني.
توصيات الاجتماع
وعرض الجانبان بعض الشكاوى الجديدة الواردة، وتقرر تكليف اللجنة الفرعية القيام بجولة ميدانية يوم الثلاثاء الواقع فيه 12/3/2007 على النقاط التالية:
1ـ منطقة مشاريع القاع (نعمات التحتا) بشأن الغرفة الجاهزة والساتر الترابي وساتر آخر في محاذاة خط السكة الحديد القديم على الحدود المشتركة.
2ـ منطقة جرد راس بعلبك ـ وادي الخشن ـ عقبة الدرجة ـ قارة، بشأن الاطلاع على الشكوى المتعلقة باستصلاح وزراعة جديدين في المنطقة المذكورة.
3ـ منطقة راس المعرة ـ المشرفة ـ موقع الخشع ـ عرسال بشأن الاطلاع على واقع قطع أشجار اللزاب والاجاص البري.
وتم الاتفاق على ضرورة متابعة موضوع اللوائح الاسمية للفلاحين على جانبي الحدود المشتركة المقررة سابقاً في مناطق سرغايا ومعربون والطفيل.
وحدد موعد اجتماع اللجنة المشتركة في زحلة بتاريخ 20/3/2007 الساعة الحادية عشرة صباحاً لمتابعة «ما تم انجازه من مقررات هذا الاجتماع».
وتقرر ايضاً عقد اجتماع برئاسة محافظي البقاع وريف دمشق خلال شهر نيسان القادم في محافظة البقاع، للبحث في «آفاق التعاون بين المحافظتين».
(الأخبار)