strong> فاتن الحاج
ينفي مسؤول الأساتذة الجامعيين في التعبئة التربوية لحزب الله الدكتور عبد الله زيعور أن تكون محاضرة الخبير العسكري الدكتور أمين حطيط في كلية الحقوق والعلوم السياسية ــــــ الفرع الأول نشاطاً سياسياً. «فالعميد المتقاعد أستاذ في الجامعة اللبنانية وهو قدّم قراءة لمفاعيل حرب تموز السياسية في كلية للعلوم السياسية، وبالتالي فالمحاضرة تندرج في إطار تطبيق الدروس. أما النشاط فأكاديمي بامتياز وغير موجه لفريق ضد آخر، إلاّ إذا كان الحديث عن إسرائيل «يستفز» أحداً». ويردف زيعور قائلاً: «الأهم أنّه لم يجر أي تعطيل للدروس، ولسنا في وارد أن يتجاوز الطلاب الأطر القانونية».
لكن يبدو أنّ هناك التباساً حول نوعية النشاط، ففي وقت يؤكد فيه المنظمون في التعبئة التربوية أنّ المحاضرة أكاديمية تطبيقية والمحتوى استراتيجي وعسكري، لم يشارك مدير الكلية الدكتور محمد منذر «لأنه لم يؤخذ رأينا، كما أننا لا نعرف ما هو مضمون الندوة، وكل ما نقوله إنّ أي نشاط مهما كانت طبيعته يحتاج إلى إذن رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر».
فيما ينتظر طلاب الجامعة اللبنانية أن تتبدل الأحوال ليعاودوا حياتهم الجامعية الطبيعية اسوة بأقرانهم في الجامعات الخاصة، استضافت أمس كلية الحقوق في حرمها في الحدث الدكتور أمين حطيط في لقاء حول «حرب تموز ... كيف تحقق الانتصار؟».
يكشف حطيط أنّ 12 كلية عسكرية أدخلت حرب تموز مادة أساسية في مناهجها في العام الدراسي المقبل (في أميركا (3) وفرنسا (3) وبريطانيا (2) والباقي في الشرق)، واعتمدت مراكز البحوث الحرب مادة تعليمية للحديث عن تغيير أساليب القتال. بداية، يسلّم حطيط بنصر المقاومة سواء أكان إلهياً أم طبيعياً في مواجهة عدوان إسرائيلي حصل في ظل قيادة سياسية أميركية وترحيب ودفع إقليميين، واستدعاء محلي من الداخل. ثمّ يوصّف المعطيات والاستنتاجات مفنداً المراحل الثلاث من الخطة التي لم تحقق أهداف العدو: تجريد المقاومة الإسلامية من سلاحها وتفكيك حزب الله، ورسم قطاع عازل في عمق الجنوب 3 إلى 5 كلم أشبه بمنطقة فض الاشتباك في الجولان، وتسجيل نصر وهمي بالوصول إلى مياه الليطاني ليقدّم ذلك انجازاً يستمر ويصرف في الحالة السياسية.
يقول: «لبنان كسر إرادة العدو، وهذه ثابتة من ثوابت التاريخ العسكري. فالحرب لم تكن حرب عصابات تقليدية ولا حرب جيوش مثلما هو مألوف، بل بين المنزلتين أو ما يسمى حرب النمط الثالث». وبعد أن يسجّل حطيط بالأرقام نوعية الأسلحة المستخدمة ويخوض في تفاصيل موازين القوى العسكرية التي اشتركت في الحرب، يصل إلى أنّ «النتيجة تفوق المعقول في كل القواعد العسكرية». ويؤكد حطيط أنّ القوة العسكرية المقاتلة لم تكن لتعمل منفردة، إذ إنّها أعطيت من الدعم السياسي والمعنوي والارتباط اللوجستي ما يقدّم للطاقة العسكرية قيمة مضافة، وبالتالي لا يمكن بالموازين المباشرة أن نسأل عن الخسارة، بل عن الحد من الخسائر والاختصار في الوقت».
يرفض حطيط القول إنّ الذي حقق النصر ضعف العدو بل قوة المدافع الذي واجه إرادة المهاجم وكسرها. «فالمقاومة اعتمدت الرد المسبق والتحضير المتفاعل مع الوقت، ومناورة الخلايا المتصلة المنفصلة والقدرة على الضبط والسيطرة والتحكم بجسمها، والإرادة في الصبر والتنظيم. يلخص: «مارون الراس كتبت مقدمة الهزيمة الإسرائيلية والنصر، ومعركة وادي الحجير كتبت الخاتمة».
يختم: «إنّ نصراً كتب وسجل في التاريخ العسكري في 14 آب كان محطة لكتابة تاريخ جديد للشرق الأوسط، أنتم من الجيل الذي أسقط استراتيجية الفرض الأميركي المباشر لتحل محلها استراتيجية الاتفاق والتفاوض المباشر، والتفاوض لا يكون إلاّ مع من نعترف بوجوده وقدرته على الفرض والرفض».