بنت جبيل ـ آمال خليل
لم ترفع زيارة المنسق العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون إلى بنت جبيل، الحرمان والأسى عن أهلها؛ لأن من بقي منهم فيها كانوا 4 آلاف نسمة، أي أقل من ربع عدد السكان الذين هجروها بعد أن سكنها الدمار في نحو 3 آلاف وحدة سكنية. بيد أن بيدرسون أصرّ على وضع زيارته «في إطار الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لدعم ومساندة الجنوبيين» بعد عدوان تموز، حيث استمع في قاعة الانتصار في بلدية بنت جبيل إلى شرح مفصّل من رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل علي بزي ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، عن أوضاعهم الراهنة.
الزيارة التي جاءت بناءً على رغبة الأمم المتحدة وبيدرسون شخصياً، وتأتي في إطار الجولات التي شرع بها في الجنوب، تحتمل وجوهاً متعددة لدى المنظمة الدولية ولدى حزب الله الذي استقبله في معقله، بنت جبيل، ونظّم له جولة في السوق القديمة المدمرة في المدينة، ثم أقام مأدبة غداء على شرفه في بلدة الطيري.
بالنسبة لغير بيدرسون الذي أشاد بالترحيب الحار الذي لقيه من الناس والحزب، فإنه ربط الزيارة «بالهدف التنموي وإعادة الإعمار الذي ستقوم به الأمم المتحدة في القرى المدمرة». أما حزب الله، وعبر نائبه حسن فضل الله، فإنه أراد من الزيارة التي تجسد التعاون والإيجابية، «قطع الطريق على كل من يريد إثارة المشاكل والفتن بين الجنوبيين والحزب وقوات اليونيفيل، بإثبات التواصل والتعاون بينهم»، ناصحاً إياهم «بأن يخيطوا بغير هالمسلة». وكشف النائب فضل الله «أن الاتصالات العلنية والسرية بين الحزب واليونيفيل لم تنقطع والتنسيق متواصل بينهما».
ووسط الدمار في قلب السوق القديمة، وقف بيدرسون يرافقه النائبان فضل الله وأيوب حميد، ليعد الجنوبيين «بالاستقرار والسلام الذي تسعى اليونيفيل والأمم المتحدة عبر القرار 1701 إلى تأمينه لهم». أما فضل الله فأمل من المنظمة الدولية «أن تقوم بالدور المطلوب منها في مساعدة الجيش والدولة لبسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية»، مذكراً إياها «بواجبها في وقف الانتهاكات الإسرائيلية».
بدوره، أكد النائب أيوب حميد «الترحيب الذي يكنّه سكان الجنوب لقوات الطوارئ التي تتشارك وإياهم تاريخاً طويلاً من التضحيات والخدمات»، مطالباً الأمم المتحدة «بامتلاك الجرأة لاتخاذ موقف حازم يردع إسرائيل عن خرق السيادة اللبنانية يومياً من دون الارتهان إلى الإرادة الأميركية».