دعا الرئيس عمر كرامي اللبنانيين الى ضرورة «الوقوف بحزم في وجه مؤامرة الفتنة بين السنّة والشيعة التي تقف الإدارة الأميركية وراءها»، و«التصدّي لمشاريع التقسيم والكانتونات التي تريد أخذ الوطن الى التحالف مع إسرائيل»، مؤكداً أن لبنان «لا يمكن إلا أن يكون رأس حربة في معركة التصدى للمشاريع التقسيمية».ومجدِّداً عدم اعترافه بـ«الحكومة اللادستورية، والمعدومة الوجود»، أعطى رئيس مجلس النواب الحق «مئة في المئة» في قراره القاضي بعدم عقد جلسة لمجلس النواب، في ظل «غياب سلطة تنفيذية حقيقية».
وخلال رعايته حفل العشاء السنوي لقطاع الحقوقيين في «حزب التحرّر العربي» الذي يرأسه، في طرابلس أمس، ذكّر كرامي بالانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت على أساس قانون انتخابي «غير عادل»، إضافة الى «المال السياسي، والحلف الرباعي الذي تمّ»، مؤكداً أن نتيجة هذه الانتخابات «جاءت لتؤكد بدء وكبر الأزمة التي نعيشها اليوم».
ومسترجعاً ما قاله خلال انتخابات 1996 إن «طرابلس رأس، فلا تجعلوها ذنباً»، رأى أن واقع طرابلس الآني «ينطبق على كل أرجاء الوطن»، إذ إن الأخطاء السياسية «أدّت بنا الى أن لا يكون لدينا دولة، بل مزرعة»، محذّراً من وجود «مخطّط لأن تقف الدولة وتضمحل حتى تتلاشى». وفي ظل هذا الواقع، دعا الجميع الى «أن يشمّروا عن زنودهم، وأن ينزلوا إلى الساحة، من أجل التصدي لكل الممارسات الخاطئة، وللطائفية السياسية العلّة الأكبر في عدم بناء الدولة الحقيقية، كي لا نبقى عالقين في دوامة الفوضى والانهيار».
وإذ رأى أن الشهرين اللذين نمر فيهما هما «أخطر ما يمكن أن يكون، لأن الأوضاع والحلول وصلت كلها إلى طريق شبه مسدود»، أشار الى أن لبنان «لا يمكن أن يحكم من جانب فريق واحد من اللبنانيين، أياً كان حجمه، ولا يحكم إلا بالتوافق والتفاهم، لأن الكيديات لا تؤدي إلا إلى ما نحن فيه اليوم، حيث الوطن في خطر كبير، والدولة شبه منحلّة، والعناد هو سيد الموقف».