أكد الرئيس سليم الحص أن الخلافات في لبنان ليست جوهرية، عازياً الأزمة الى القطيعة بين أطراف النزاع. وأكد أن الحل يصبح ميسوراً إذا اجتمعوا برعاية سعودية ومباركة سورية إيرانية وتسهيل من الإدارة الأميركية، واتفاق حول المحكمة الدولية وحكومة وحدة وطنية وتسمية المرشح التوافقي للرئاسة.جاء ذلك في كتاب مفتوح وجهه الحص الى المواطن اللبناني أمس استهله بالقول: «من حقك أيها المواطن الطيب أن تستبشر بأن ليل معاناتك الممضّة لن يبقى طويلاً، وأن جدار الأزمة المستحكمة الذي يطوّقك لن يبقى مسدوداً. إنك جدير بكوّة من الأمل والفرج». وأوضح أن هدف جولته على السعودية وسوريا وإيران، هو التوصل الى فتح أبواب الحوار بين اللبنانيين، مشيراً إلى أن «هذا الاجتماع يحتاج الى من يدعو إليه ويرعاه، كما كان في مؤتمر الطائف عام 1989، وخير من يستطيع القيام بهذا الدور هي السعودية بدعم من سوريا وإيران ومن دون اعتراض أميركي»، وأكد أنه «إذا اجتمع أطراف النزاع، برعاية سعودية ومباركة سورية إيرانية وتسهيل من الإدارة الأميركية، فسيكون الحل ميسوراً بالتوصل الى اتفاق حول المحكمة الدولية وحكومة وحدة وطنية وتسمية المرشح التوافقي للرئاسة، فتتبدد أجواء الانقسام والتوتر والشحن التي غلب عليها الطابع الفئوي والمصطنع في الآونة الأخيرة».
وتطرق الحص إلى أسباب الأزمة، جازماً «بأنه ليست هناك خلافات جوهرية» بل هي عائدة «إلى واقع القطيعة المفتعلة بين أطراف النزاع. لذا مفتاح الحل هو في جمعهم حول طاولة حوار على أن يكون جدول أعماله مكوناً من القضايا الثلاث الآنفة الذكر، وما يمكن أن يتفرع من مسائل (...)»، مشيراً إلى أن المواطن اللبناني «لم يعد يرى سبباً لأي مماطلة في تحقيق ذلك». وأمل في أن يأتي لقاء «العاهل السعودي والرئيس الإيراني بالاختراق المنشود». وذكّر بمبادرة منبر الوحدة الوطنية التي دعت الى «اتخاذ ثلاث خطوات متزامنة، قوامها: اعتبار الحكومة مستقيلة، تأميناً لتصريف الأعمال من أجل تسيير حياة الناس، إحياء مؤتمر الحوار الوطني، وانسحاب جميع القوى الحزبية من الشوارع والساحات تأميناً لعودة الحياة الاقتصادية الى نصابها». وأضاف: «مشكلتك أيها المواطن الطيّب أن أطراف النزاع تمكنوا من أن يجعلوا من مواقفهم المعلنة متاريس يقبعون خلفها، وتمكنوا من أن يشهروا في وجهك أسلحة المذهبية والطائفية الرخيصة. خاب ظنهم، فرحمة الله بك أعظم من كيدهم، وسلامة طويّتك أمنع من أحابيل أحقادهم، ووعيك أعصى على محاولات استغفالك»، مؤكداً أنه «لن تكون فتنة، لن يقتل الأخ أخاه، لن يغدر الجار بجاره، لن يفتك الزوج بزوجته، لن يكون العراق الجريح أنموذجاً، معاذ الله، بل سيكون عبرة لمن يعتبر».
واستقبل الحص سفير المغرب علي أومليل.
(وطنية)