متفائل بالحل والشعب السوري حر في اختيار رئيسه ونظامه
أعرب رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري عن تفاؤله بـ«التوصل إلى حل للأزمة الراهنة في لبنان»، مشيراً إلى «وجود مسائل عدة مطروحة للتوصل إلى هذا الحل»، ودعا إلى إقرار المحكمة الدولية في مجلس النواب، وإلا فستقر تحت الفصل السابع.
كلام النائب الحريري جاء بعد محادثات أجراها، أمس، في قصر الإليزيه مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك تناولت الأوضاع في لبنان والمنطقة وموضوع المحكمة الدولية ومؤتمر باريس 3.
وبعد الاجتماع الذي استمر ساعة ونصف الساعة قال الحريري: «شكرت الرئيس شيراك على الجهود التي قامت بها فرنسا لإنجاح مؤتمر باريس 3 لمساعدة لبنان على النهوض بالاقتصاد اللبناني. وكان الرئيس شيراك حريصاً جداً على عدم إضاعة ما تم التوصل إليه في مؤتمر باريس 3 في زواريب المشاكل التي تحصل في لبنان، لأن المجتمع الدولي، وخصوصاً المجتمع العربي، أرادا فعلاً أن يعطيا إلى جميع اللبنانيين ما يحتاجون إليه لإنقاذ الاقتصاد اللبناني».
وأشار إلى أن الحديث تناول أيضاً «المحكمة الدولية وأهميتها بالنسبة إلى لبنان والمجتمع الدولي»، ناقلاً عن شيراك تمنيه أن «يحصل هذا الموضوع على إجماع، وأن يتم تصديقه في البرلمان اللبناني لكي يبدأ العمل بإنشاء المحكمة.
وشددنا خلال الاجتماع على أنه في حال عدم حصول هذا الأمر، فإن ذلك لا يعني أن المجتمع الدولي تخلى عن مطالبته بتحقيق العدالة. فالعدالة التي يطالب بها المجتمع الدولي هي إنشاء المحكمة الدولية».
أضاف: «علينا كلبنانيين أن ننتهي من موضوع المحكمة الدولية ونسير به قدماً، وإلا فإن بعض الأطراف سيضع نفسه أمام إقرار المحكمة تحت الفصل السابع».
وكرر الحريري: «إن المعبر إلى الحل هو المحكمة الدولية، و هذا ما نسعى إليه». وقال: «تحدثنا عن ضرورة اتخاذ قرار شجاع في ما يتعلق بالمحكمة الدولية، وفي موضوع الحل في لبنان، ولغاية الآن لم نلق جواباً عليه».
وعما إذا كان الرئيس شيراك قد وافق على تقديم مشروع اقتراح إلى مجلس الأمن لتحويل المحكمة إلى الفصل السابع، قال الحريري: «كل شيء بأوانه. برأيي، علينا أن نعمل، في شكل جدي، لكي نستطيع أن نجتمع في المجلس النيابي وننتهي من هذا الأمر. لأن المجلس النيابي هو لكل اللبنانيين، وهناك سبعون نائباً قالوا بكل صراحة إنهم إلى جانب مشروع قيام المحكمة، وهم مستعدون للتصويت عليه إذا حصل التصويت اليوم. ثمة خطأ يحصل في لبنان، لقد تقدم النواب بعريضة إلى رئيس الجمهورية (إميل لحود) لفتح دورة استثنائية، ولغاية اليوم لم يتجاوب رئيس الجمهورية مع هذا الطلب».
ورداً على سؤال قال: «عليهم أن يفهموا أن هذه المحكمة ستشكل إما عبر إقرارها في البرلمان اللبناني وإما من خلال اللجوء إلى الأمم المتحدة، حيث توجد لديها طرق أخرى لإنشاء هذه المحكمة».
وأعرب عن تفاؤله بالحل، مشيراً إلى أن «هناك مسائل عدة مطروحة للتوصل إلى هذا الحل». وأكد أن «المملكة العربية السعودية ماضية قدماً بالجهود لحل الأزمات التي تشهدها المنطقة».
وأكد أنه لا يخشى حصول تقارب أميركي سوري، وسأل: «لماذا يجب علينا أن نخشى حصول تقارب أميركي سوري أو أميركي إيراني أو أي تقارب آخر؟ إننا لا نريد أي أزمات، وما نخشاه هو أن يستمر النظام السوري في التدخل في الشؤون اللبنانية. أما أن يكون هناك انفتاح على أي بلد عربي، فهذا أمر لسنا ضده، ونحن يجب أن نكون واقعيين، لأن الأمور لا تحل إلا بالحوار، وعلى النظام في سوريا أن يعلم أن التدخل في لبنان أمر ممنوع».
ورداً على سؤال عن مطالبة النائب وليد جنبلاط المسؤولين الأميركيين بدعم المعارضة السورية لقلب النظام في دمشق، وإن كان يوافق على هذا الموقف، أجاب الحريري: «لم أسمع هذا الكلام. ثم إن الشعب السوري حر في انتخاب من يريده رئيساً له أو اختيار النظام الذي يحكمه. نحن مع الديموقراطية والحرية ومع حقوق الإنسان وإطلاق جميع المساجين الموجودين في السجون السورية مثل الكتّاب والصحافيين وغيرهم».
بعد ذلك، غادر النائب الحريري إلى الرياض في زيارة تستمر أياماً عدة.
(وطنية)