حذّر خطباء الجمعة من الخطط الأميركية – الإسرائيلية لإشعال حرب طائفية ومذهبية في لبنان عبر أدوات محلية.وقال المرجع السيد محمد حسين فضل الله: «إن بعض الجهات التي خاضت الحرب الأهلية وتلك التي تخطط لإيجاد قوة عسكرية على الأساس المذهبي تقوم بتحضيرات معينة في المناطق لتصفية حسابات داخلية ولتنفيذ الخطة الأميركية في إرباك الوضع اللبناني الأمني»، منتقداً «طلب بعض الزعماء السياسيين من الولايات المتحدة الأميركية المساعدة العسكرية ـــــ إلى جانب الدعم السياسي ـــــ من أجل الحرب ضد سوريا ما قد يوحي بأن هناك تخطيطاً لحرب سورية ـــــ لبنانية في المستقبل». ورأى «أن الواقع اللبناني يتحرك على كفّ العفريت الأميركي والجنيّ الإسرائيلي بتشجيع من المواقع الرسمية العربية»، موضحاً «أن الشيطان السياسي الدولي قد أعدّ خطته لإشعال المنطقة بحروب جديدة تدمر سياستها وأمنها واقتصادها وهذا ما يقوم به نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الذي يطوف البلاد العربية والإسلامية للتبشير بالحرب ضد إيران».
من جهته، شدد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على «أننا لا نطمح ولا نطمع بمركز ولا نفكر في أن نحل محل أحد»، مضيفاً: «لسنا انقلابيين ونريد أن نعيش في محيطنا ولا نقبل بعزل أحد ولا أحد يعزلنا ونطالب بالمشاركة والتوافق والعودة الى القانون والدستور وتنفيذ اتفاق الطائف». وقال: «نحن أصدقاء لإيران وسوريا ومصر والسعودية وكل الدول العربية ولسنا عملاء لأحد ولا نبيع لبنان لأحد». أضاف: «كفى تسكّعاً على أبواب الآخرين لأنهم يعملون لمصلحتهم»، مشدداً على أنه «لا يجوز أن يقاس سلاح المقاومة بالأسلحة التي تهرب الى لبنان لأن سلاح المقاومة هو للدفاع عن لبنان وأرضه وشعبه»، بينما «السلاح الذي يستورده البعض هو لقتال اللبنانيين في الأزقة والشوارع».
وتطرق مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس الى الوضع الأمني معتبراً «أن الرد الأقوى على مسلسل العبوات المتنقلة بين المناطق هو تعزيز التواصل والتلاقي بين هذه المناطق لتأكيد التلاحم الوطني ورفض كل محاولات زرع الفتنة بين اللبنانيين»، مشيراً الى أنه «لا يجوز أن ينتظر اللبنانيون الحل من الخارج وهم لا يقدمون الى أنفسهم المساعدة لتسريعه».
ورأى نائب رئيس «جبهة العمل الإسلامي» الشيخ عبد الناصر جبري أن لدى رئيس الهئية التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط «ميولاً شيطانية»، معتبراً أنه «لا يجوز لأي مسلم السير وراءهما وخلفهما لأنه بذلك يخالف أبسط قواعد الإسلام». وأشار إلى أن «الأول دعا القوات الأميركية لاحتلال بلادنا والثاني يقدم الحل الأميركي على العربي»، مطالباً رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري «بضرورة فك تحالفه معهما وإلا وضع نفسه في خانتيهما»، داعياً «جميع المسلين ولا سيما الذين ينتسبون الى أهل السنة والجماعة الى الانفضاض عنه في حال إصراره على هذا التحالف الشيطاني لأن هذا هو المطلوب شرعاً». وشدّد على أنه «ليس بسني ولا بشيعي من يستعين بالاحتلال والقوى الأجنبية والخارجية وليس بوطني من يريد استقدام الجيوش والأسلحة لمحاربة المقاومة التي هزمت العدو الصهيوني ورفعت رأس العرب».
ورأى عضو «جبهة العمل الإسلامي» الشيخ هاشم منقارة «أن الوصاية السابقة لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية وتكتفي بحماية حدودها واستقرار امن شعبها»، لافتاً الى «أن بعض السياسيين اللبنانيين يريدون قطع العلاقات الأخوية التي تجمعها الأنساب بين لبنان والجوار». وأشار الى «أن أميركا وإسرائيل بدأتا بتقسيم لبنان الى طوائف ومذاهب متناحرة لاستدراجه الى حرب أهلية»، مستهجناً «الخطابات الدينية التحريضية التي يتبناها بعض رجال الدين زعماً منهم الدفاع عن حقوق الطائفة وليس سعياً وراء مركز دنيوي ليس أكثر».
(وطنية)