اعتبر الرئيس سليم الحص ان القمة السعودية -الايرانية أول من أمس تسهم في نزع فتيل التوترالمذهبي في لبنان
  • تمنـــى على الريـــاض وطهـــران اطـــلاق مبـــادرة لحـــل الأزمـــة في اطار ما اقترحـــه «منبـــر الوحدة الوطنيـــة» ويغـــادر اليوم إلى عمّان

  • رأى الرئيس الدكتور سليم الحص أن اللقاء الذي تم بين العاهل السعودي والرئيس الإيراني «يُسهم في نزع فتيل التفجير المذهبي»، آملاً من المملكة العربية السعودية «أن تطلق مبادرتها لحل الأزمة اللبنانية في إطار المبادرة التي طرحها منبر الوحدة الوطنية (القوة الثالثة)».
    وقال الحص في بيان أدلى به أمس: «إننا نستبشر خيراً باللقاء الذي تم بين العاهل السعودي والرئيس الإيراني، ليس لأننا نتطلع إلى حلول لقضايانا في الخارج، بل لأننا على يقين بأن اللبنانيين عاجزون عن مباشرة الحوار الوطني في ما بينهم من دون مبادرة من الخارج، وبخاصة من المملكة العربية السعودية، تفتح باب التواصل بين اللبنانيين حول طاولة الحوار»، لافتاً إلى أن الأزمة في لبنان مستحكمة، وتنذر بأوخم العواقب بعد أن استعرت العصبيات المذهبية والطائفية المصطنعة على وجه لم يكن مألوفاً في الماضي، مع ذلك فلا تواصل بين أطراف النزاع اللبنانيين ولا حوار ولا انفتاح».
    وأضاف: «كان هذا هو شأننا طوال الأزمة اللبنانية المدمرة التي دامت خمسة عشر عاماً، إذ كانت الحمى الفئوية تجتاح الساحة، مع أن المذهبية لم يكن لها وجود، وما انتهت تلك الأزمة إلا بمبادرة عربية تصدرتها المملكة العربية السعودية، فاجتمع النواب اللبنانيون في الطائف حيث وقعوا على اتفاق أنهى الأزمة المستعصية».
    وفيما أعرب الحص عن ثقته بـ«أن الحل لأزمة لبنان لن يأتي إلا على يد اللبنانيين أنفسهم، أشار إلى أنه «لا بد من لقاء أو لقاءات بين أطراف النزاع، وهذا ما تعذر تحقيقه. لذا نتطلع إلى مبادرة سعودية تجمع اللبنانيين حول طاولة الحوار، لكننا ندرك أن هذا لن يتم من دون مباركة من سائر قوى المنطقة وبينها مصر وسوريا وإيران نظراً لما تتمتع به كل من هذه القوى من وزن سياسي على الساحة اللبنانية».
    وأكد الحص أنه «لمس استعدادات طيبة جداً في هذا السبيل خلال لقائه العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله والرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وقادة الجمهورية الإسلامية في إيران، وعلى رأسهم سماحة مرشد الثورة السيد علي خامنئي، وبخاصة منهم رئيس الجمهورية السيد محمود أحمدي نجاد وفريق عمله». وقال: « إذا كنا نستبشر خيراً بلقاء العاهل السعودي والرئيس الإيراني أخيراً في الرياض، فذلك لأننا على يقين من أن ذلك اللقاء سوف يُسهم في نزع فتيل التفجير المذهبي الذي يتوخاه العدو الإسرائيلي، وخصوصاً بعد أن برزت مؤشرات إيجابية في الموقف الأميركي بإرسال موفد إلى سوريا ودعوة سوريا وإيران إلى المشاركة في مؤتمر بغداد المزمع عقده بعد أيام بمشاركة أميركية وبريطانية من أجل تهدئة الأوضاع في العراق الذبيح»، آملاً أن تكون هذه المؤشرات «إيذاناً بافتراق بين استراتيجية أميركا واستراتيجية إسرائيل في المنطقة اللتين لم يكن ثمة فارق بينهما حتى في التفاصيل».
    وذكر الحص أنه «سبق لمنبر الوحدة الوطنية أن طرح مبادرة هي عبارة عن مقاربة للحل، قوامها اعتبار الحكومة اللبنانية في حكم المستقيلة فيتقبل رئيس الجمهورية منها القرارات التي تدخل في نطاق تصريف الأعمال، تيسيراً لشؤون البلاد والعباد الحياتية، وإحياء مؤتمر للحوار الوطني الموسع يكون على رأس جدول أعماله موضوع المحكمة الدولية والحكومة وسحب المعتصمين والمتظاهرين من الساحات والشوارع كي يستعيد الاقتصاد اللبناني عافيته». وتمنى «أن تطلق المملكة العربية السعودية مبادرتها في هذا الإطار أو على أي وجه آخر تراه ملائماً». وختم الحص بيانه بالقول: «نأمل أن يكون الضوء قد بدأ يلوح في نهاية النفق اللبناني».
    ويغادر الحص بيروت اليوم متوجهاً إلى عمّان لإلقاء محاضرة بعنوان «الخريطة السياسية العربية من منظور لبناني»، بدعوة جمعية الشؤون الدولية التي يرأسها رئيس مجلس النواب الأردني عبد السلام المجالي.
    (الأخبار)