strong>صيدا ــ خالد الغربي
استدعى اتساع ظاهرة تناول الحبوب المهدئة للأعصاب وتعاطي المخدرات في صيدا، استنفاراً قضائياً وأمنياً للحد من تفشيها وانعكاساتها الخطيرة على المجتمع المحلي

تشير المعلومات إلى أن مروجي المخدرات والحبوب المهدئة للأعصاب تمكنوا من تطبيق خطة مدروسة تتوجه الى شرائح شبابية في صيدا، لسهولة تعلق هذه الفئة بما يروج. وقد تمكنوا من توزيع كميات كبيرة من المخدرات ومهدئات الأعصاب، وبات من يتعاطون هذه الأنواع يمارسون السرقة (حتى سرقة ذويهم) من أجل توفير المال اللازم لشراء «حبة هلوسة» التي تباع في السوق السوداء.
وتشير المصادر الى خطة أمنية ــ قضائية للتعاطي مع هذا الملف والقضاء على هذه الآفة الاجتماعية، وأن الأجهزة الأمنية باشرت خلال الساعات الماضية حملة مداهمة وتوقيف، ولديها لوائح بعدد من اسماء التجار والمروجين والمتعاطين، مع مراقبة دقيقة لعدد من الصيدليات التي عمم عليها ضرورة تقديم كشف بأنواع الأدوية التي بيعت خلال الشهرين الماضيين، بالاضافة إلى تتبع بعض الوصفات الطبية الصادرة عن أطباء تجيز للأفراد الحصول على أدوية منومة.
أحد المدمنين السابقين، والذي شفي تماماً من إدمان المخدرات، ويدعى «م.ش» قال لـ«الأخبار» إن من أوقعه في شرك الادمان «فتاة من خارج صيدا». وأضاف «م. ش.»: «أغواني جمالها ورحت أسهر معها في بيروت قبل أن يتبين لي أنها تروج حبوباً مهدئة للأعصاب وهي من ماركة تصنع في لبنان. وكنت كلما مرت الأيام، أكثر من تناولها لأدخل عالم «الحشيشة» ثم المخدرات الأخرى ومنها الكوكايين والهيرويين». وذكر الشاب أن حاجته للمال من اجل شراء المخدرات دفعته «الى تهديد الناس بالقتل وفرض الخوّة على أصحاب المحال»، قائلاً: «كنت شوف الناس برغش». وأضاف أن «الحركات الغريبة» التي صارت تصدر عنه لفتت انتباه أهله، فصارحهم بحقيقة الأمر، بعدما كان قد أدمن تعاطي الكوكايين. عندها سلمه أهله للسلطات القضائية التي حكمت عليه بالحبس. وذكر الموقوف السابق أن أهله تقدموا بطلب للسلطات القضائية من أجل عدم الإفراج عنه الى حين الانتهاء من العلاج الذي اتبعه داخل السجن. وعندما انهى علاجه عاد إلى حياته الطبيعية، على حد تعبيره.
ووفقاً لمصادر طبية، فإن الحبوب التي يستخدمها المدمن أكثرها أدوية للأعصاب (أسعارها تقل عن 10 آلاف ليرة لبنانية) وهي مهدئة للجهاز العصبي ويتناول متعاطوها ما بين خمس وعشر حبات يومياً.
وواكبت الفعاليات الصيداوية الموضوع ووضعها قائد الشرطة القضائية العميد أنور يحي الذي حضر الى المدينة وشارك في اجتماع مجلس الأمني الفرعي، في جو المعلومات التي تكونت لمعالجة الملف. وعقدت النائبة بهية الحريري سلسلة لقاءات مع هيئات وجمعيات ونقابات لها صلة بالتوعية والمشاركة في المساهمة بمنع انتشار هذه الآفة. وعقدت اجتماعات مع أطباء وصيادلة وقطاعات مهنية، بالاضافة إلى لقاء مع لجنة المتابعة الفلسطينية للمساعدة في عدم توفير ملاذ لمطلوبين قد يلجأون الى المخيمات.