دعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى عدم الاكثار من التفاؤل أو التشاؤم مشيراً الى ان الاتصالات لحل الازمة مستمرة ولم يخرج الأمر من يد اللبنانيين، ولفت الى «مساع تبذل مع الأشقاء السوريين ومع غيرهم وهناك أمور داخلية تبحث ولم تنته القضية».كلام السنيورة جاء خلال مأدبة غداء أقامها امس لعدد من رؤساء تحرير ومسؤولي وسائل إعلام شمالية في السرايا بحضور الوزراء: غازي العريضي، سامي حداد، خالد قباني، أحمد فتفت وجان أوغاسبيان ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر ونقيب الصحافة محمد البعلبكي.
وقال السنيورة: «إن لبنان كان دائماً مع المملكة العربية السعودية في مساعيها والمواقف التي اتخذتها منذ اتفاق الطائف الذي كان له الفضل في إنهاء القتال والحفاظ على لبنان ووحدته» مشدداً على «اننا نسعى لأن نعطي القيمة الكبرى اليوم لدور المملكة» موضحاً أن «المساعي التي تبذلها اليوم خيرة ومستمرة وفي طريقها إلى الوصول لغايتها (...) لذلك لا أعتقد أن من المفيد أن يكثر المرء من التفاؤل ولا أن يعطي صورة تشاؤمية. بل علينا أن نتابع كل مسعى حتى نصل إلى ما يبتغيه اللبنانيون من نهاية سريعة للأزمة. وبناء على ذلك، لا زالت الاتصالات جارية، لكن علينا أن نتنبه إلى أنه يجب ألا نفكر وكأن الأمر خرج من يد اللبنانيين», ولفت الى «مساع تبذل مع الأشقاء السوريين ومع غيرهم، وهناك أمور داخلية تبحث ولم تنته القضية».
وأعرب السنيورة عن اعتقاده «بأن أهمية ما جرى في الرياض هو التقاء السعوديين والإيرانيين» معتبراً أن هذا الامر «يلجم من جهة التطرف ويحقن الدماء، فالكل يدرك أن الخلاف أو الاقتتال ليس في مصلحة أحد».وأكد أنه «ليس من مصلحتنا أن يصار إلى شن أي حرب على إيران، وليس من مصلحة الاستقرار في المنطقة والعالم أن تتطور الأمور على نحو سلبي، وما يهمنا أيضاً، ألا تكون المنطقة مكاناً لتطوير سلاح ذري لأنه نكون بذلك قد بررنا السلاح الذري بيد إسرائيل».
وقال انه كان «من أول الداعين إلى إجراء المصالحة التاريخية بين العرب وإيران» مؤكداً أن «هناك الكثير مما يجمعنا مع الإيرانيين، وفي النهاية لا يمكن أن نغير جارنا الإيراني الذي يجب أن تكون العلاقات معه مبنية بوضوح وصراحة على الاحترام المتبادل».
من جهة اخرى، اوضح المكتب الاعلامي لرئاسة مجلس الوزراء ان الكلام الذي أذيع أمس عن لسان السنيورة عن الحكومة والمحكمة الدولية وايران، ادلى به لمجلة «التايم» في السادس من شباط الماضي، وقد نشرته المجلة أول من امس. وتمنى المكتب على وسائل الاعلام «ان تراعي هذه المسألة وعدم الايحاء بأن الكلام المذكور المقصود به تطورات اليومين الماضيين».
واستقبل السنيورة عميد السلك القنصلي في لبنان قنصل عام سنغافورة جوزف حبيس يرافقه أعضاء الهيئة الإدارية للسلك. كما التقى وفداً من الجماعة الإسلامية برئاسة رئيس المكتب السياسي علي الشيخ عمار ضم النائب السابق اسعد هرموش والمهندس عبد الله بابتي. وبعد اللقاء قال الشيخ عمار: «إن المسألة لم تصل إلى الحالة المرجوة بانتظار بعض التطورات التي قد تسهم بالتوصل إلى مثل هذا التفاهم» ناقلاً عن السنيورة تأكيده أن «الأمور لم تجد طريقها إلى الحل، لكنها في هذا الاتجاه».
واستقبل السنيورة قائد قوات الطوارئ الدولية الجنرال كلاوديو غراتسيانو في حضور الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد ومساعد مدير المخابرات في الجيش العميد عبد الرحمن شحيتلي والناطق باسم قوات اليونيفيل ميلوش شتروغر.
وبعد اللقاء قال غراتسيانو: «سادت الاجتماع روح التعاون البناء بما يمكّننا من العمل معاً والتقدم خطوة خطوة. أما بالنسبة للخط الأزرق الذي نعمل للحفاظ عليه، فهو خط رسمته الأمم المتحدة لمصلحة الشعب ولحماية حياة الناس».
(وطنية)