القاهرة ـ خالد محمود رمضان
رأى الرئيس الأعلى لحزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل أن المدخل إلى الحل هو إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي، معتبراً «أن الاستقرار في لبنان هو مقدمة لطريقة معالجة الأزمات العربية الأخرى».
كلام الجميل جاء بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ، أمس، على مدى ساعتين وربع ساعة، وأوضح الجميل بعد اللقاء أنه «أجرى جولة أفق مع الرئيس مبارك تناولت الوضع العربي عموماً والأزمات الراهنة في كل من لبنان وفلسطين والعراق، ومدى الترابط الكبير في ما بينها. وكان التشديد في ما بيننا على أن الاستقرار في لبنان هو مقدمة لطريقة معالجة الأزمات العربية الأخرى، ولا سيما منها أزمتا فلسطين والعراق». وأشار إلى أنه لمس من الرئيس مبارك «تفهماً كاملاً للوضع في لبنان ودعماً لمسيرة الاستقرار والسلام الداخلي فيه من خلال احترام المؤسسات الدستورية والنظام الديموقراطي اللبناني اللذين يشكلان إطاراً لأي حل للأزمة وأي تفاهم بين اللبنانيين».
وأعلن أن الرئيس مبارك «يقوم باتصالات كثيفة مع كل الأطراف السياسيين اللبنانيين، مباشرة أو من خلال موفدين»، مشيراً إلى أنه «على تواصل مع المملكة العربية السعودية وهو يدعم المبادرة الرامية الى إيجاد الحلول التي تقتضي أن تحقق مصالح الشعب اللبناني وترسخ الاستقرار وتحترم المؤسسات والدستور والقوانين المرعية».
وعبّر عن ارتياحه لتفهم مصر للمشكلة اللبنانية، آملاً في «أن تثمر الجهود التي يبذلها الرئيس مبارك مع سائر الدول العربية المعنية ولا سيما المملكة العربية السعودية في إيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة على قاعدة احترام الدستور والتقاليد اللبنانية، وألا تأتي الحلول مجرد مسكّنات تؤدي الى هدنة هشة، سريعاً ما تتبدد مفاعيلها ليعود الوضع الى تأزمه».
وفي تصريح الى الصحافة المصرية، رأى الجميل «أن المدخل الى حل الأزمة اللبنانية يقوم على إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، ولا سيما أن التجديد للرئيس الحالي كان بمواجهة مع مجلس الأمن الدولي ومع قراره رقم 1559».
وأمل الجميل «في تحقيق تقدم نحو الوفاق اللبناني يمر بإقرار المحكمة الدولية وتحقيق المصلحة الوطنية وتأكيد شرعية الحكومة التي تحظى بأكثرية المجلس النيابي». وأوضح أنه «لا يمكن تحقيق الوفاق إلا من خلال النظام الديموقراطي واحترام الدستور، لأن التسويات الهشة لا يمكنها أن تستمر».
وكان الجميل قد استبق لقاءه مع مبارك بإجراء محادثات غير معلنة مع اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية وأحد أبرز مساعدي مبارك. وقالت مصادر مصرية إن زيارة الجميل إلى مصر تندرج فى إطار سعي القاهرة إلى استطلاع آراء الفرقاء اللبنانيين وتحديد الطريقة المثلى لإيجاد تسوية سياسية للأزمة اللبنانية العالقة.
والتقى مبارك وزير الخارجية بالوكالة طارق متري، الذي أعرب عن تفاؤله بإمكان حلحلة الأزمة اللبنانية. وقال: «إن أمام اللبنانيين فرصة للتقدم على طريق حل الأزمة السياسية»، موضحاً «أن هناك مناخاً ورغبة حقيقية لدى الكثير من الأشقاء العرب وكذلك عند السواد الأعظم من اللبنانيين للتقدم تجاه الحل، وأنه إذا كان المناخ والظروف المحيطة بنا مؤاتية فإن ذلك يعطينا فرصة حقيقية».
ورفض متري الإغراق في التفاؤل، وأشار إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى «يرى أن جهوده تحتاج إلى دفع جديد، وهو ينتظر الوقت المناسب لكي تحقق زيارته للبنان اختراقاً في جدار الأزمة».
ورداً على ما أشيع عن وجود انقسامات في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة، أول من أمس، تجاه الوضع في لبنان، أكد متري أن موسى «استطاع بعد مشاورات الوصول إلى صيغة خطية بالإجماع في ما يتعلق بالمحكمة ذات الطابع الدولي». وأشار متري إلى أنه «بالنسبة للبنان كان المهم أن يكون قيام المحكمة وفقاً للأعراف والدستور اللبناني، وهذا ما بقي في صلب القرار الذي تم الاتفاق عليه».