وفاء عواد
أكّد النائب بيار دكّاش ضرورة «إعادة تكوين السلطة في لبنان، ولملمة الوضع المتفجّر، وفقاً لما جاء في الثوابت الوطنية للكنيسة المارونية»، ما يتطلّب «تأليف حكومة إنقاذية استقلالية مستقلّة جامعة، بصلاحيات خاصة محدّدة».
ووجّه الوزير السابق يوسف سلامة نداءً إلى اللبنانيين، دعاهم فيه الى «التلاقي، من كل لبنان، في ملتقى لبنان»، من أجل العمل على «رفع الحواجز التي نصبت بين اللبنانيين، خدمة لمصالح الغير ولمصالح شخصية أو فئوية أو سلطوية، فنبني معاً».
وكان دكّاش وسلامة قد عقدا مؤتمراً صحافياً في الكسليك، أمس، باسم «الملتقى» الذي يحمل شعار «مساحة حوار لبنانية»، ويضمّ إضافة إليهما النائب عبد الله حنّا والوزير السابق آلان طابوريان والسفير السابق فؤاد الترك، قد أعلنا فيه هوية الملتقى وأهدافه إضافة الى ثوابته وتوجهاته. وذلك، بحضور النائب البطريركي العام المطران غي نجيم، كمرافق للملتقى في انطلاقته الجديدة.
بداية، أعلن دكّاش «ثوابت وتوجهات الملتقى»، في كلمة استهلّها بالتأكيد أن «أي توجهات، إذا لم تكن مبنية على ثوابت صلبة، تبقى عرضة لانتكاسات متقلّبة»، معدّداً الثوابت وفق الآتي: «تنوّع المجتمع اللبناني/ الوجود المسيحي مثّل علّة وجود كيان لبنان المعاصر/ الوجود المسيحي- الإسلامي جعل للبنان دوراً ورسالة/ استنهاض الحضور التاريخي والريادي المسيحي في تعزيز الكيان وتفعيل الدور والرسالة/ الاعتراف بالآخر والقبول به والتفاعل معه/ تحويل الممارسة السياسية من صراع على السلطة الى التنافس في خدمة المشروع/ تولّي المتسلّح بالمعرفة والأخلاق والشجاعة السلطة في لبنان/ الاصطفاف السياسي والطائفي يناقض علّة وجود لبنان ومعناه/ الديموقراطية التوافقية ركيزة أساسية لكيان لبنان ونظام أساسي لدولته/ إلغاء الغبن والحرمان والخوف/ والانتقال من التسوية الى الحلّ».
وطرح دكّاش رؤية «الملتقى» لإيجاد الحلول النهائية والشاملة للأزمات في لبنان، وفق ما يلي: «استكمال الخطوات الدستورية والقانونية الآيلة الى إنشاء المحكمة الدولية/ إقرار قانون جديد للانتخابات، على أساس الدوائر الصغرى/ توضيح الغموض في بعض مواد الدستور/ إقرار قانون اللامركزية الموسّعة/ إجراء إنتخابات نيابية ورئاسية/ الالتزام بحياد لبنان الإيجابي، باستثناء الحياد مع إسرائيل/ السعي لإعلان لبنان بيئة مثلى لتلاقي الأديان والثقافات والإتنيات، ومركزاً عالمياً للحوار بين الحضارات/ ومعالجة موضوع الوجود الفلسطيني في لبنان».
وتحت عنوان «الملتقى والتحديات الراهنة: هوية وواقع وأهداف»، استهلّ سلامة كلمته بإعطاء نبذة عن الملتقى كـ«فريق سياسي استقلالي، سيادي، مستقلّ، يسعى الى تفعيل دور لبنان الرسالة، قولاً وفعلاً»، لافتاً الى أن الملتقى «قرّر الانتقال من المبادرات النظرية الى مواجهة الحدث، والإسهام في التأثير على صناعة القرار، وتوعية المجتمع وتحريره من حصرية الخيار ضمن ذهنية وممارسات سياسية».
وبعدما استعرض جملة وقائع تختصّ بحقيقة لبنان، ذكّر بها المسيحيين وخصوصاً اللبنانيين عموماً، بالإشارة الى أهداف الملتقى الداعية الى «الوفاق والانفتاح، العمل لمشروع الدولة، نصرة الحق، ثقافة الإبداع والحياة، الولاء المطلق للبنان»، ختم سلامة كلمته بالتأكيد على أهمية خلاص لبنان، فـ«إما أن يكون بلد التسويات المرحلية، وإما أن يدركه الحلّ المنشود فيغدو وطن الحرية والسلام والإبداع».