حذّر عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب أمين شري من وجود «بعض المتضرّرين»، في الداخل اللبناني وخارجه، الذين لا يريدون التوافق بين اللبنانيين جميعاً، آملاً أن تتكلّل المساعي الإيرانية ــــــ السعودية بالنجاح، ومشيراً الى ضرورة طرح بنود الصيغة النهائية للمحكمة الدولية «ضمن الأطر الدستورية، من خلال حكومة وحدة وطنية أو من خلال لجان من كل الأطراف السياسية»، على أن «لا تكون هذه المحكمة محل سجال إعلامي». ولفت الى أن موعد إعلان التسوية أو صيغ الحلّ للأزمة السياسية القائمة «متروك لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يبشّرنا بالخير، من خلال اتصالاته بالسفير السعودي والأطراف اللبنانية الأخرى».وكان شرّي قد زار النائب السابق تمام سلام، أمس، مع وفد من «حزب الله»، ضمّ عضو المكتب السياسي محمود قماطي وعلي الرز. وإثر اللقاء، لفت شرّي الى ضرورة «التوافق على إيجاد مدخل أساسي للوحدة الوطنية، من خلال وفاق وطني محدّد وكيفية الاتفاق على أن تكون المحكمة الدولية محلّ إجماع وطني، كما حكومة الاتحاد الوطني».
ورداً على سؤال عن أبرز الخطوط العريضة لملاحظات «حزب الله» على إنشاء المحكمة، أكّد أن المعارضة تنظر الى هذا القضية بكونها «وطنية بامتياز»، مكتفياً بالإشارة الى «وجود ملاحظات، ويجب أن يكون هناك نقاش بين كل الأطراف السياسيين اللبنانيين كي تحظى بإجماع وطني».
من جهته، حذّر سلام من تكرار الأحداث التي شهدتها بيروت، ومن أجوائها التي «لا تؤسّس لموقف وطني موحد، بل لمزيد من الشرخ والتباعد بين اللبنانيين، وخصوصاً في ما يتعلق بالأبعاد المذهبية»، حيث إن اللبنانيين «مقبلون على مداخل قد تتأتّى منها حلول للأزمة في لبنان، وقد تتطلب تنازلاً من القوى السياسية كافة، عناصرها تتمثل في موضوعي المحكمة الدولية والحكومة (...) ونأمل أن لا يكون للمعرقلين او للعرقلة أو للمتضررين حصة من ضمن هذا الجو الإيجابي».
وعقد الوفد، الذي انضمّ إليه عضو المجلس السياسي محمود قماطي، لقاءً مع رئيس «المؤتمر الشعبي اللبناني» كمال شاتيلا، وبعد اللقاء، أشار قماطي الى أن «الأمور تتجه بقوة نحو الحلّ»، بالرغم من أن لبنان «أصبح منقسماً بين فريق يريد الحل يجمع بين جزء من الموالاة والمعارضة ككل، وفريق يريد عرقلة ونسف الحلول، وهو الجزء الآخر من الموالاة الذي يتبنّى السياسة الأميركية ــــــ الأوروبية في لبنان»، مضيفاً: «إن الفريق الذي يريد الحل بات أقوى، والظروف أصبحت مؤاتية، اذ إن الأجواء تتّجه نحو اختراق الإشكالات التي افتعلت طوال الفترة الماضية لعدم وجود حل، ونعتقد أن هذا الاختراق سيكون ناجحاً».
ورأى قماطي أن من يريد عرقلة الحل «لا يملك المقدّرات الشعبية والقدرات الذاتية التي تؤهّله لنسف الحلول، فيما لو أراد الاعتماد على الأساليب الديموقراطية والقانونية. أما فيما لو أراد أن يعتمد على الأساليب الخارجة عن القانون والديموقراطية، فإنه قد يستطيع أن يفتعل بعض الأزمات المحدودة، لكنه في النهاية لن يستطيع أن ينسف الحل، اذا كانت القوى الرئيسية قد أجمعت على هذا الحلط، معتبراً أن «الفريق المعرقل بدأ يبحث في تفاصيل حصته داخل الحل المنشود». وعن مدى قبول «حزب الله» تلبية دعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن العزيز للأفرقاء اللبنانيين الى السعودية، لبلورة حلّ على غرار اتفاق مكة، أكد قماطي تقدير الحزب للمساعي السعودية «العالية والخيّرة»، إضافة إلى المساعي الإيرانية والمصرية والسورية، مشدّداً على أن الفريق الذي يريد الحل «مدعوم من أجواء عربية وإسلامية. أما الفريق الذي يريد العرقلة فهو مدعوم من الوصاية الأجنبية، وخاصة الأميركية ــــــ الأوروبية».
كما لفت شاتيلا الى أن المجتمعين اتفقوا على «تأليف لجنة المتابعة للمؤتمر الإسلامي الموحّد، وسلسلة إجراءات تحصّن الوحدة اللبنانية التي تتعرض لمحاولات آثمة، كالتقسيم واعتبار إسرائيل ليست عدواً».
(وطنية)