strong>تنتشر أعداد كبيرة من عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش في المدن وعلى الطرقات حفاظاً على الأمن والنظام. لكن بعض هذه العناصر يرتكب أحياناً مخالفات تخلّ بالأمن العام ما يستدعي تفعيل أجهزة التفتيش والمراقبة والمحاسبة
تعمل مؤسستا قوى الأمن الداخلي والجيش على ضبط الامن والنظام وتوقيف كلّ من يخالف القانون. وقد تكون إحدى أصعب مهماتهما ضبط عناصرهما ومنعهم من ارتكاب المخالفات. اذ لا شكّ في أن العناصر الأمنية يتعاطف بعضها مع بعض وتحرص على تبرئة الأمنيين من المخالفات التي يرتكبونها أحياناً لكن، مع ذلك، يسعى العديد من الضباط في المؤسستين الى توقيف اي عنصر يخالف القانون وذلك تحت إشراف القضاء المختصّ. ومع تزايد المخالفات «الأميرية» تبرز الحاجة الى تفعيل اجهزة التفتيش والانضباط والمراقبة. ويتطلّع المواطنون الى دور أكثر نشاطاً للمفتشية العامة لقوى الامن الداخلي والشرطة العسكرية.
ومنذ مطلع آذار سجّلت «الأخبار» تزايداً في مخالفات العناصر الأمنية في مختلف المناطق وتعمل القوى الأمنية بإشراف القضاء على التحقيق في كلّ منها. نستعرض جزءاً من المخالفات:
مجندو قوى الامن: سرقة كهرباء وعراك
حضر مؤخراً الى مخفر الرميلة شخص بعد صدور شكوى مقدمة ضده من شركة كهرباء لبنان بجرم استمداد الطاقة بطريقة غير شرعية حيث تبين أنه مجند في قوى الأمن الداخلي مركزه فوج السيار الرابع السرية الثالثة في القبة، ولدى استعلام مكتب التحريات عنه تبين للمخفر أنه توجد بحقه برقية منقولة صادرة عن الجيش اللبناني. وفي محلة ساحة العبد حصل اشكال بين معاون رئيس الحرس في السرية الثانية في فوج السيار الثالث ومجنّد مكلف بمهمة خفير امام مركز الفوج المذكور من جهة ومجندين من الفوج نفسه من جهة ثانية، إثر إقدام مجندين على رمي الحجارة على الخفير في نقطة حراسة سوق في السرية ورفضهما الأوامر العسكرية. أما في محلة جل الديب مقابل «هوا تشيكن»، وأثناء قيام مجنّد من مفرزة سير الجديدة بتأمين السير، فقد أقدم مجنّد آخر من مجمع ضبية على التهجم عليه، وحصل تدافع بينهما وذلك بسبب توجيه المجند الأول الشتائم إلى المجند الثاني.
اعتداءات بلباس قوى الأمن على سوريين
ادعى مواطن سوري لدى فصيلة طريق الجديدة أنه أثناء مروره في شارع السبيل على متن دراجته النارية أقدم شخصان يرتديان الزي العسكري لقوى الأمن الداخلي على متن آلية بيضاء تحمل لوحة عسكرية يجهل رقمها على توقيفه وطلب هويته ورخصة سير الدراجة واحتفظ بعدئذ أحدهما برخصة سير الدراجة النارية وقيادتها وتبعه الآخر بالآلية العسكرية وغادرا المكان الى جهة مجهولة.
كما ادعى أمام فصيلة جونية مواطن سوري آخر أنه أثناء وجوده على أوتوستراد صربا مقابل مطعم «ماك دونالدز» توقفت سيارة من نوع هوندا لون رصاصي في داخلها ثلاثة أشخاص يرتدي اثنان منهم بدلات عسكرية للجيش اللبناني والثالث بدلة لقوى الأمن الداخلي، وطلبوا منه هويته ومن ثمّ سرقوا منه محفظته وبداخلها أوراق ثبوتية ومبلغ 200 دولار أميركي وثلاثون ألف ليرة لبنانية.
مخالفات عناصر من الجيش والأمن العام
وفي بلدة سعدنايل البقاعية حصل خلاف على افضلية المرور بين مؤهل في مكتب مكافحة السرقات الدولية من جهة ومأمور في الامن العام من جهة أُخرى. أما في محلة العسيرة في بعلبك وبسبب خلافات عائلية، فقد أقدم جندي في الجيش اللبناني على اطلاق عدة عيارات نارية من مسدس حربي باتجاه شخص فأصابه في قدمه ما استدعى نقله الى مستشفى دار الحكمة للمعالجة.
ورئيس مركز الدفاع المدني يشهر مسدّساً
أما في ساحة بلدة بعبدات ولخلاف على أفضلية المرور فقد حصل تضارب وعراك بين رئيس مركز الدفاع المدني في بعبدات الذي كان يقود آلية عائدة للدفاع المدني من جهة وسائق باص لنقل الركاب من جهة أُخرى، أقدم على الأثر رئيس مركز الدفاع المدني على شهر مسدس حربي وتدخل عناصر من شرطة بلدية بعبدات وعملوا على حل المشكلة.
قوى الامن تتشدّد لـ«ضبط» الموقف
وكان المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي قد عبّر خلال مقابلة نشرتها «الأخبار» في كانون الاول الماضي، عن عدم امتثال مجندي قوى الامن الداخلي للأوامر بشكل دقيق والتزامهم حرفية القانون وذلك بسبب التدريب المحدود الذي يخضعون له. لكن ريفي أصرّ يومها على قمع المخالفات وضبط العناصر المخلّة بالنظام.
وفي سياق مرتبط، وحرصاً على السيطرة على اخطر ما في الأمر، وهو السلاح الاميري، أصدرت قوى الأمن مؤخراً مذكرة داخلية منعت بموجبها عناصرها من نقل الاسلحة الأميرية أثناء الدخول الى المؤسسات العامة والخاصة في غير الحالات المسموح بها، وعمّمت المديرية على جميع الرؤساء «وجوب التعميم على مرؤوسيهم ضرورة التحلي بالأخلاق العسكرية والانضباط التام وعدم الإتيان بأي تصرف غير لائق اثناء وجودهم في المؤسسات» الرسميّة، متوعدة المخالفين بأشد العقوبات.
(الأخبار)