أكد رئيس الجمهورية إميل لحود أن الجيش أثبت خلال التطورات التي شهدتها البلاد أخيراً انه جيش لكل لبنان ولجميع اللبنانيين، داعياً الى تحييده عن الخلافات السياسية.واعتبر لحود أمام زواره أمس، ان الدعوات التي تصدر عن بعض السياسيين لإعادة النظر في عقيدة الجيش هي دعوات مشبوهة تندرج في إطار استهداف المؤسسة الوطنية التي تمكّنت بفضل عقيدتها، من حماية مسيرة السلم الأهلي في لبنان وتعزيز الوفاق الوطني وتحرير أرض الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي وتثبيت الأمن والاستقرار على الأراضي اللبنانية كافة.
وأكد «ان الجيش أثبت خلال التطورات التي شهدتها البلاد أخيراً أنه جيش لكل لبنان ولجميع اللبنانيين وهو لن يكون في أي حال من الأحوال طرفاً في النزاعات السياسية». وقال: «إذا كان البعض يعتبر ان هذا التوجه الوطني لا ينسجم مع مصالحه ومخططاته وأهدافه فيعمد الى المطالبة بتغيير عقيدة الجيش فإنه يخطىء في العنوان، لأن الغالبية العظمى من اللبنانيين تمنح ثقتها المطلقة لهذا الجيش قيادة وضباطاً وأفراداً، ولدوره الوطني الجامع، ولن تسمح بأي مساس بعقيدته التي استشهد في سبيل الدفاع عنها كوكبة من خيرة الضباط والعسكريين المؤمنين بوحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات».
وأشار «إلى ان الجيش أُعيد بناؤه منذ عام 1991 على مبادىء واضحة ميّزت بين العدو والصديق ووضعت مصلحة لبنان واللبنانيين فوق كل اعتبار، ووفرت له حصانة وطنية مكّنته من القيام بالمهمات التي أوكلت إليه سواء على الحدود الجنوبية أو في الداخل»، منبّهاً الى ان «أي محاولة لإحداث تغيير في هذه المبادىء أو إعادة ترتيب الأولويات، إنما تستهدف تعطيل قدرة الجيش على الاستمرار في قيامه بواجبه الوطني لمصلحة قوى الأمر الواقع التي دفع اللبنانيون غالياً ثمن ممارساتها الملتوية ومشاريعها المشبوهة».
ودعا لحود جميع الأطراف الى إبقاء الجيش الوطني بعيداً من الخلافات السياسية، مؤكداً أن الدعوات الى تغيير عقيدته ستبقى شعارات لا مفاعيل لها.
وكان لحود قد عرض الأوضاع مع النائب مروان فارس والنائبين السابقين أنطوان حداد وعدنان عرقجي. ورأى فارس بعد اللقاء «ان الأجواء الدولية تميل الى التغيير، وخصوصاً بعدما بدأ المخطط الأميركي في الشرق الأوسط بالانهيار»، وتوقع ألا يتم التوصل الى تأليف حكومة جديدة في لبنان قبل القمة العربية المقبلة، معتبراً ان الكلام على دعوة الأفرقاء اللبنانيين الى السعودية، على غرار لقاء مكة بين الفلسطينيين، سابق أوانه، لأنه ليس هناك اتفاق حتى الآن بين الأطراف اللبنانية، حتى يتم تتويجه في السعودية.
واستقبل لحود المطران المنتخب على صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الكاثوليك إيلي حداد، يرافقه رئيس المقر البطريركي في عين تراز الأرشمندريت نقولا حكيم. ووجّه المطران حداد دعوة الى رئيس الجمهورية لحضور سيامته الأسقفية في الرابع والعشرين من آذار الجاري في كنيسة القديس بولس في حريصا.
(الأخبار)