رنا حايك
تحتفي جمعية «إن كونسرت» ومشروع «ضجيج» باليوم العالمي للمرأة من خلال تنظيم حدث يعبّر عن رؤية جديدة في طرح قضية المرأة وأدوات التعامل معها.
يتركّز هدف المنظّمين على تحديث أدوات النقاش حول قضية المرأة وعلى تفعيل أساليب العمل وإشراك جميع المواطنين فيها عبر إخراجالقضية التي غالباً ما تناقش في غرف مغلقة إلى الحيّز العام.
ينطبق هذا التوجّه على اختيار موعد الاحتفال، فبدل أن يقام في الثامن من آذار، تاريخ يوم المرأة الفعلي، سيقام يوم السبت في العاشر من آذار حتى تتسنى مشاركة كل من يرغب.
فالدخول مجانيّ، والجميع مدعوّون ابتداءً من الساعة الثالثة من بعد الظهر إلى مركز «آرت لاونج» حيث ستعقد جلسات نقاشية متنوعة. الجلسة الأولى تناقش موضوع «الرقابة الرقمية»، حرية التعبير وحقوق النساء في العالم العربي والإسلامي يديرها ناشطون في مشروع التحرّر الرقمي. وبعد عرض فيلم قصير من إنتاج الهيئة اللبنانية لمكافحة العنف ضد المرأة، يستكمل النقاش حول «النوع الاجتماعي والعلاقات» يليه نقاش تديره جمعية حلم حول «الهوية المثلية للنساء في لبنان». وبعد مناقشة حول موضوع «النساء والإعلام»، تدير جمعية أتّاك نقاشاً حول «وضع المرأة في لبنان بين المجتمع الأبوي والعولمة والرأسمالية»، في حين تختتم الندوات بجلسة حوارية حول «النساء والتمثيل السياسي» تتضمّن مداخلات لنساء عرفن بنشاطهن السياسي والاجتماعي خلال الحرب الأهلية، يروين خلالها تجاربهن من خلال سرد الماضي والحاضر.
إلا أن اختتام الندوات لا يعني انتهاء الحدث. فالأمسية تستمر حتى الواحدة ما بعد منتصف الليل لتتيح للمشاركين الاطّلاع على لوحات معرض الفن التشكيلي، والاستماع إلى موسيقى تنسّقها أربع فتيات يعملن كـ«دي جي».
يعتبر هذا الحدث بمثابة انطلاقة لمشروع «ضجيج» الذي يهدف إلى تحديث أسلوب التعامل مع قضية المرأة وفكّ تلازمه مع أسلوب التبرير والدفاع.
«لمَ لا يتحوّل إلى ضرورة تكوين وجهة نظر نسائية تناسب الجيل الجديد من النساء الذي تتمايز مشاكله مع المشاكل التقليدية للمرأة. في هذا الإطار، يبقى تركيز الجمعيات النسوية التقليدية على الشق القانوني، مثلاً في ما يختص بمواضيع حقوق الزواج، ضرورياً لكنه ليس كافياً لجيل جديد من النساء لا يؤرقه كثيراً موضوع الزواج». هذا ما تقوله سارة أبو غزال، صاحبة فكرة مشروع «ضجيج» الذي يحضّر لجولات نساء في مناطق مختلفة من لبنان يروين على إثرها تفاعلهن مع هذه المناطق. بذلك تصبح المرأة راوية لا مبرّرة، تصف محيطها وتعبّر عن ذاتها من دون أن تكون في موقف دفاعي. وتخرج قضية المرأة من حيّز النّقاشات النّظرية في الغرف المغلقة إلى الحيّز العام كما تتطلّبه المعطيات والظروف الحالية لقضية المرأة.
اللامركزية وتعميم الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والثقافية يشكّلان هاجس سمر كعدي أيضاً، رئيسة جمعية «إن كونسرت». فهذه الجمعية التي تهتم بتنظيم حفلات لفرق الموسيقى البديلة اللبنانية والأجنبية تحاول العمل عكس تيار الفردية الذي يحكم قبضته أكثر فأكثر على سلوك اللبنانيين.
«باستطاعة كل مواطن أن يكون فاعلاً. لذلك يهدف النشاط المقترح ليوم المرأة العالمي إلى «تشبيك» الجمعيات. ستكون فرصة لتضع كل الجمعيات جهودها مع بعضها البعض وتضمن فاعليتها من خلال التنسيق في ما بينها لاستخدام أسلوب جديد في طرح القضايا يناسب متطلبات المرحلة».
تحقّق سمر رؤيتها من خلال روح النشاطات التي تقوم بها الجمعية. فتقيم حفلات موسيقية تشبّهها بـ«خلطة تصنع قالب حلوى» بين فرق شبابية من مختلف البلدان تلتقي في ورش عمل لتنشئ «حواراً موسيقياً» في ما بينها فتتواصل ثقافياً من خلال لغة عالمية موحّدة هي الموسيقى. اللامركزية والتعميم يظهران أيضاً من خلال تنظيم الحفلات خارج العاصمة بيروت، فقد احتفلت الجمعية بعيد الموسيقى عام 2005 في طرابلس وتحضّر حالياً لحفلة موسيقية ستقام يوم الأحد في مخيم الرّشيدية في صور في إطار احتفال مركز القدس الثقافي بعيده الأول.
يشكّل هاجس تعميم قضايا الشأن العام وتحديث مفرداتها وتفعيل أدواتها نقطة التقاء «ضجيج» و«إن كونسرت» ويشكّل الاحتفال بيوم المرأة العالمي منطلقاً أساسياً لتحقيق هذه الأجندة المشتركة.