strong>فاتن الحاج
خرقت إدارة الجامعة الأميركية في بيروت النظام الداخلي للمجلس الطالبي عبر إلغاء التصويت على مشاركة ثمانية أعضاء من المجلس في مؤتمر طالبي في الولايات المتحدة الأميركية. وفي التفاصيل أنّه بتاريخ 6 شباط الماضي صوّت 12 طالباً من المجلس ينتمون إلى قوى سياسية في 14 آذار والمعارضة لمصلحة الرحلة التي تكلّف 20 ألف دولار، وصوّت طالب واحد وثلاثة أساتذة ضدها، فيما امتنع أحد الأساتذة عن التصويت. يذكر أنّ رئيسة المجلس لمى عنداري كانت تعمل في اتجاه نجاح الرحلة الطالبية إلاّ أنّ الجهة التي تناصرها لمى، أي منظمة الشباب التقدمي، آثرت التدخل واقترحت أن يشارك في الرحلة طالبان من 14 آذار وطالبان من المعارضة حتى لا يقال إنّهم استغلوا موقع السلطة للانتفاع، وخصوصاً أنّ مصاريف الرحلة كبيرة من دون أن يكون لها مردود يصب في مصلحة الجسم الطالبي.
إلّا أنّ خلافات داخلية وقعت بين الرئيسة والمنظمة استدعت إقدام هذه الأخيرة على فرض إلغاء الرحلة على المجلس بصورة غير مباشرة. ففي تاريخ 16 شباط أي بعد عشرة أيام من التصويت، رأس عميد شؤون الطلاب الدكتور مارون كسرواني جلسة المجلس الطالبي فتحدث بنقطة في النظام وقال: «التصويت غير شرعي وبالتالي فهو ملغى»، والتبرير أنّ أحد بنود النظام الداخلي تنص على أنّ أعضاء المجلس لا يجب أن يصوّتوا على قضية لديهم مصلحة فيها». إلاّ أنّ الشق الثاني من البند ينص على أنّ الأعضاء إذا أرادوا التصويت فلا أحد يستطيع أن يمنعهم من ذلك. ومعنى ذلك أنّ إدارة الجامعة لا تستطيع إلغاء التصويت، بل يمكنها فقط أن تطلب إعادة طرح التصويت. وبالنسبة إلى مواقف القوى من قرار الإلغاء، فقد رحّبت قوى 14 آذار بالقرار، فيما اعتبرت أطراف من المعارضة أنّ الإدارة يحق لها أن تلغي القرار ولكنّ الأمور لا يجب أن تسير على هذا النحو. أما المستقلون فرأوا أنّ الموافقة على الرحلة تمت بصورة سريعة وجاء الإلغاء بشكل سلطوي، ومن دون مناقشة الأمر مع المجلس الطالبي. وهذا ما يرجّح أن قرار الإلغاء، فضلاً عن أنه غير قانوني، قد جاء نتيجة ضغط سياسي.
يذكر أنّ القضية أثيرت في نشرة الجامعة الأسبوعية، Outlook، وكتب البعض ضد المجلس ووصفوه بالفاسد، والمفارقة أنّ الكتابات جاءت من الجهة نفسها التي تميل إليها الرئيسة، فيما دافع المستقلون عنها في النشرة. واللافت أنّ أحد الأساتذة الأعضاء في المجلس قدّم مبررات «أخلاقية» لإلغاء تصويت قانوني.
في إطار آخر وبعد قرار الإلغاء، تمكّن طالبان ينتميان إلى التيار الوطني الحر وأحد الطلاب المستقلين من إلغاء التصويت على تمويل رحلة للمشاركة في بطولات رياضية لأنّ تمويل دائرة النشاطات الرياضية ليس من مهمة المجلس بل من مسؤولية الجامعة التي ترصد 20 ألف دولار للدائرة لا يصلها منها سوى 4 آلاف دولار.