ثائر غندور
علاء درويش لم ينتحر، بل مات قضاءً وقدراً. علاء، 22 سنة، طالب في الجامعة اللبنانية ـ كلية الهندسة (الحدث)، توفي نهار الأحد الماضي برصاصة صدئة في الرأس. انتشر الخبر في كلية الهندسة كالتالي: «علاء انتحر لأنه اختلف مع أحد الأساتذة». بعد قليل من الوقت تبين للجميع أن الخبر عارٍ من الصحة، فأصبح: «انتحر لأنه على خلاف مع أهله». صديقاه المقربان عمر بيه وسعيد بوعرم ينفيان الأمر بشدّة. «فعلاء مؤمن ويحب الحياة والفرفشة، ولذلك لا يمكن أن يكون قد وضع حداً لحياته بنفسه» يقول سعيد وهو الذي رافقه منذ الصف الثالث ابتدائي، «كنّا نشاغب معاً». ويضيف سعيد إنه سهر مع علاء في الليلة السابقة لوفاته، حيث أخبره عن تحضير أوراق للسفر إلى فرنسا لإنجاز مشروع تخرّجه هناك. لا تختلف رواية عمر عن رواية سعيد، «فأهله يحبونه كثيراً، وأمنوا له السفر إلى فرنسا، فلماذا ينتحر؟» يسأل عمر. ويشرح الطريقة التي يُعتقد أنه قضى بها: «صعد إلى الطابق الثاني من البيت في داريا، ودخل إلى غرفة يضعون بها «طحش» (أغراض مختلفة). أراد أن يُحضر كتباً من السنوات الماضية، ويبدو أنه حمل بندقية صيد ليضعها في مكان آخر فخرج منها طلق ناري». ويشير عمر نقلاً عن تقرير الطبيب الشرعي إلى أن الطلق كان صدئاً ودخل رأسه بطريقة مائلة ما يشير إلى أنه حادث.
ويقول عمر إنّ علاء تعوّد ألّا يدرس كثيراً «بل قبل يومين من الامتحان»، فهو ذكي جداً كما يصفه أصدقاؤه. كما أن علاء، كان بشوشاً ومرحاً جداً.
زملاء علاء في الجامعة أكملوا امتحاناتهم، كما كان مقرراً، «لكن ليس بشكل طبيعي، فعقلنا مشوّش» تقول نانسي. و«الله يرحمو» هي الكلمة التي تخرج عن شفاه هؤلاء الذين تمنّوا لو أوقفوا الدراسة وشاركوا في دفنه «لكن الأمور حصلت بشكل مفاجئ ولم نستوعبه بسرعة» تقول إحدى صديقاته، وتستدرك، «طلبت بشكل فردي من المدير أن نوقف الدراسة لكنه رفض».
يريد أصدقاء علاء أن يكرّموه قريباً، «لكنه رحل! ماذا نقول؟ إن شاء الله يكون بالجنة» يقول عمر.