زحلة ـ نقولا ابو رجيلي
قبل عقد من الزمان وضع رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي حجر الاساس لمستشفى زحلة الحكومي. مر «العقد» ولم يبصر المستشفى ــــــ الحلم النور بعد، وهو المقرر انجازه اواخر سنة 1998. فمتى الموعد الرسمي لافتتاح المستشفى والمباشرة باستقبال المرضى وتأمين الخدمات الطبية لمنطقة زحلة والبقاع؟
رئيس مجلس إدارة مستشفى زحلة الحكومي الدكتور ريمون خزاقة، ابلغ «الأخبار» أنه في شهر حزيران المقبل سيباشر المستشفى تقديم الخدمات الطبية في العيادات الخارجية، وابتداءً من اوائل العام المقبل (2008) يكون المستشفى قد اصبح جاهزاً تماماً لاستقبال المرضى وتأمين الخدمات الطبية والصحية.
وكانت صرخة اهالي زحلة والبقاع الاوسط قد علت مستغربة التأخر الحاصل في اطلاق العمل في المستشفى الحكومي، لا سيما ان الحكومات المتعاقبة قد عينت مجلس ادارة سعى جاهداً خلال السنوات الست الماضية للحد من المعوقات التي اعترضت انهاء اعمال البناء والتجهيزات. لكن بقيت اسباب التأخر عن موعد التسليم (نحو 9 سنوات) مجهولة.
وكانت اعمال المرحلة الاولى من بناء المستشفى قد بدأت في تموز سنة 1997 وفق الخطة المرسومة، على ان تُنجز في ايار 2000، لكن لأسباب مجهولة أيضاً، توقفت ورشة العمل كلياً لمدة سنتين تقريباً، حيث بلغت كلفة المرحلة الاولى ما يقارب 11 مليون دولار اميركي.
وبقي مشروع زحلة الحكومي في انتظار تلزيم المرحلة الثانية حتى شهر تشرين الثاني من سنة 2002، حين صدر أمر المباشرة بالعمل في كانون الثاني 2003، وأصبح اليوم المشروع ناجزاً ولا يحتاج سوى الى تأمين الكادر الطبي والاداري لإطلاق العمل.
ويقول الدكتور خزاقة «ان المستشفى اصبح جاهزاً حسب المواصفات المطلوبة، والعمل جار لتأمين معظم المعدات الطبية الحديثة والمتطورة، ونحن حالياً في طور إعداد الكادر الطبي والتقني وجهاز التمريض والموظفين الاداريين إما بواسطة الخدمة المدنية او بالتعاقد الوظيفي». وأكّد خزاقة انه «في اوائل حزيران سيباشر بالعمل في العيادات الخارجية والاستعدادات مستمرة ليكون مطلع عام 2008 هو الموعد النهائي للعمل بجميع الخدمات الداخلية والخارجية».
يقع المستشفى على طريق زحلة ــــــ رياق ــــــ بعلبك الرئيسية، وفي منطقة المعلقة العقارية، وهو مشروع ممول بموجب منحة من السعودية تبلغ قيمتها نحو 7،5 ملايين دولار اميركي، وقد عهد الى الصندوق السعودي للتنمية أمر إدارته، فيما اشرف على تنفيذ المشروع الذي طال انتظاره مجلس الانماء والاعمار بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة التي لم تقدم حتى الساعة اسباباً مقنعة عن «سر» التأخر في إنجاز المشروع في موعده المقرر، وما إذا كانت الخلافات السياسية المحلية، بقاعياً ولبنانياً، هي وراء التأخر في انجاز المستشفى المؤلف من قسمين رئيسيين: غرف للمرضى تشمل 89 سريراً كاملة التجهيز اضافة الى 48 سريراً غير مجهزة و5 اسرّة للعناية الفائقة و4 لأمراض القلب كاملة التجهيز، ومبنى للادارة والخدمات والعناية الفائقة، وملحق يضم مدرسة للتمريض وسكناً للاطباء والممرضات، فيما تبلغ مساحة البناء الاجمالية 16125متراً مربعاً، من أصل 47680 متراً مربعاً مساحة قطعة الارض.
وسيضم المستشفى أقساماً للخدمات الطبية وتشمل: غسيل الكلى، وتفجير الحصى، والجراحة السريعة، ومدرسة للتمريض، وسكناً للاطباء والممرضات، وقسماً للجراحة العامة مؤلفاً من ثلاث غرف عمليات، إضافة إلى غرفة عمليات صغيرة، ويشمل قسم الطب الداخلي معالجة امراض الجهاز الهضمي، الدم، الأمراض الخبيثة، القلب، الصدر ورئة، المسالك البولية، الغدد، الأمراض الجلدية، معالجة فيزيائية وتأهيل المرضى، وفيه غرفتان للأمراض النسائية والتوليد. ويؤمن جناح الخدمات الطبية خدمات المختبر المركزي، وتصوير الأشعة، والعناية الفائقة، الولادة والطوارئ، والعيادات الخارجية والجراحة السريعة، بالإضافة إلى مشرحة. وهناك ملحقات وسجن للموقوفين والسجناء المرضى، ومحرقة للنفايات الطبية.