ثلاثة أرقام
  • عادل السلمان


    ثلاثة أرقام تفصلنا عن أفكارك وتحليلاتك. وحفظ هذه الأرقام هو مدخلنا إلى التواصل معك. كنا نطلبها من دون تردد، بمجرد أن نجد المبرر للاتصال كنا نفعل ذلك، كنا نعشق صوتك، كلماتك، جملك، شروحاتك، وتعليماتك. كانت تفعل فينا فعل السحر.
    ثلاثة أرقام كنا نطلبها على الهاتف لنسمعك، فنطمئن إلى أننا صح، نقرأ صح، نحلل صح، نفهم صح، نتصرف ونعمل صح، وأننا على الطريق الصحيح. مادة التحليل وأدواتها ورموزها من هذه العقول النيّرة والجريئة والشابة التي جمعتنا بها، وقيادتك جعلت مشروع هذه الجريدة مشروعاً واعداً وطموحاً وجريئاً ووطنياً وديموقراطياً بكل ما تعنيه هذه المصطلحات من معنى. لقد أيقظت العملاق النائم فينا وأشعلت وقود قدراتنا، وهذا الوقود لن يكف عن الاحتراق حتى آخر نفس فينا.
    ثلاثة أرقام تفصلنا عنك وكانت تصلنا بك، لكن لا أحد الآن على الجهة الأخرى يرد. نتخيلك على الدوام ونطمئن، ونطمئنك إلى أن مشروعك هو مشروعنا وحلمك أصبح أيضاً حلمنا ولن يستطيع أحد سلبه منا. فنم قرير العين يا أغلى الرجال وأجمل الحالمين. ستبقى بيننا وستلهمنا وتقودنا وتنير طريقنا مهما كانت الأوضاع والظروف.
    شكراً لك “أستاذ” جوزف.


    في جوارك كل النعيم

  • أمل الخالدي

    جوزف
    يا ليت ذلك اليوم أبداً لم يكن
    يوم رحلت بلا وداع
    كنت على مدة أيام قبل غيابك أسأل: «أين افتتاحية الأستاذ جوزف؟». لم أكن أعرف أنك كنت تخطط لذلك حتى تعوِّدنا فراقك فصار فراقك واقعاً قاسياً بل خطاً أحمر.
    لا أعرف كيف أصف حالة الفراغ التي نحسّ بها من بعدك، فلقد تعودنا من يضع النقاط على الحروف ليصوّب الطريق.
    أذكر اللقاء الذي تعرفت فيه بك وأحسست يومها بخفقان في قلبي لم يهدأ حتى الآن، يومها قلت لك: «أستاذ جوزف أنت أشهر من ان تعرّف»، فرددتَ بابتسامة خجولة جعلتني أرى فيك هذا العملاق المتواضع جداً مهما علا شأنه بعدما تعوّدنا أنصاف رجالٍ يحتاجون الى من يرشدهم الى صوابهم ويثبّت أقدامهم على الأرض.
    جوزف يا من في جوارك الآن يحل النعيم.
    ويا من علّمتنا أن لا تقيدنا أية أمور مهما عظمت. اليوم قفوا معي نستذكر هذا المقاوم البطل، المفكر النبيل، الخجول... وكل وصف يبقى قليلاً.
    قفوا معي، إنه جوزف سماحة.



    أصبح للكتابة لون آخر

  • المهندس جهاد عواض

    توقف القلم... مذهولاً... فالكتابة... أصبح لها لون آخر...
    على الخط الأحمر... للأخبار... عزف الموت لحناً أبدياً فوقّع جوزف... بياناً للرحيل... تاركاً للوطن خطوطه... (أحمر وأزرق) بين الأرق والأمان... ترك جوزف سماحة مساحات الوطن يزنّرها خط أحمر... كان صادقاً مع نفسه وتطلعاته على رغم أنني لا أعرفه شخصياً. أنا قارئ... على عتبات الخط الأحمر. الموت لم يقهرنا... لأن الراحل كبير بانتمائه العربي والوطني ولأن الراحل انتصر على كل الذات وشهد أكثر ملاحم الأمة عزة...
    إلى رفاق جوزف سماحة... ترك جوزف صرحاً إعلامياً رائداً (إذا نجحتم فسيبقى)... جوزف يتلألأ فوق الخط الأحمر...
    إلى زياد وإبراهيم وخالد وجان... لكم جميعاً أقول نحن نعرفكم من خلال الكلمات كما عرفنا الراحل... استمروا وانتصروا للوطن والمواطن...
    سيبقى جوزف سماحة فوق مساحة الخط الأحمر رجل الكلمة والجرأة والمواجهة... لكم وللعائلة أسمى آيات العزاء وللوطن رجالات لا تموت