تراوحت خطب الجمعة بين التفاؤل والتشاؤم بشأن حل الأزمة اللبنانية.ورأى المرجع السيد محمد حسين فضل الله في خطبته «أن اللبنانيين يعيشون في أجواء غير واقعية من التفاؤل بالحل من خلال بعض اللقاءات الإقليمية على صعيد القمة» معتبراً «ان القضية لا تزال خاضعة للتعقيد الدولي الأميركي ــــــ الفرنسي الذي يوسوس لبعض القائمين على الواقع السياسي من خلال إيحاءات وتعليمات (الرئيس الاميركي) جورج بوش و(وزيرة الخارجية الاميركية) كوندوليزا رايس ونائب الرئيس ديك تشيني وأجهزة الاستخبارات المتعددة الاختصاصات». وتابع: «لقد جعلوا الأزمة اللبنانية موضوعهم الأثير فيستقبلون بين وقت وآخر وزراء ونواباً ووجهاء ويتحركون من خلالهم لاغتيال أيّ مشروع حلّ فور ظهور عنوانه لأن المشكلة الآن أن قادة الدول، ولا سيما بوش، تحولوا إلى أطراف محليين وصارت الأزمة اللبنانية موضوعاً دولياً» معتبراً «ان الحل اللبناني للأزمة هو جزء من صفقة دولية ــــــ إقليمية عربية كبرى ولا دور للحل المحلّي». وذكّر بـ «مجزرة بئر العبد التي صادف مرور ذكراها السنوية امس والتي مثلت مشهداً من مشاهد الإرهاب الأميركي.
وأشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الى «انه يرى بصائر نور تبدد الظلام الذي عم الساحات والشوارع المتمثل بالحقد والبغض»، مشيراً الى «ان الأمور الى خير، وقد ابتدأت بخطوة اولى في مسيرة الألف ميل». وطالب «السياسيين بتكثيف الاجتماعات واللقاءات والاتصالات»، موضحاً «اننا لا نريد أن نغلب احداً ولا أن يغلبنا احد، بل نريد أن يكون لبنان الغالب». واعتبر «أن لقاء الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري يمهد لانفراجات في الأزمة»، مضيفاً «اننا ننتصر على عدو لبنان الوحيد اسرائيل اذا توافقنا جميعاً». وشدد على «انه لا يجوز الاقتتال بين السنة والشيعة في العراق لأنه محرّم بكل المقاييس».
من جهته، تمنى مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس «ان يبادر الطرف الآخر الى تلقّي مبادرة النائب سعد الحريري الشجاعة في تحمل المسؤولية الوطنية»، آملاً «ان يكون رد التحية على مبادرة الحريري هو البدء في ازالة خيم الاعتصام في وسط بيروت لإطلاق الحركة الاقتصادية المكبلة بفعل هذا الاعتصام».
ورأى مفتي صور الشيخ محمد دالي بلطة «ان العرب اليوم امام فرصة اخيرة في قمة الرياض المقبلة، واذا لم ينجحوا في استيعاب تدهور الازمات المتلاحقة للوضع اللبناني، واذا لم يستجب القادة اللبنانيون للمساعي الخيّرة فإن لبنان بلا ادنى شك ذاهب الى التدويل تحت البند السابع». ودعا القادة اللبنانيين الى «أن يكونوا اصحاب قرار في وطنهم وشؤونهم، وإثبات الجدية في التعاطي مع الأزمات».
ورأى رئيس مجلس قيادة «حركة التوحيد الاسلامي» وعضو جبهة «العمل الاسلامي» الشيخ هاشم منقارة، «ان الواقع السياسي اللبناني ما زال يتحرك فوق الرمال المتحركة الاميركية لإيقاعه في فخ السياسات الخارجية التي نصبت له بعد الاعتداء الصهيوني الاميركي على لبنان». وأكد «ان المعارضة ترفض كل اشكال الفتن الداخلية وتراها خطاً احمر لن نتجاوزه ولن نسمح لأحد بتجاوزه على حساب استقرار لبنان وأمنه»، موضحاً «أن معركتنا سياسية لا عسكرية، وهدفها كسر رأس الرمح الصهيوني الاميركي للوضع اللبناني».
(الأخبار، وطنية)