أكد البطريرك الماروني نصر الله صفير خلال عظة الاحد في كنيسة السيدة في بكركي، انه «لا يمكن أن يبادر الى البحث عن حل الأمور المستعصية من الشؤون الوطنية الا من كان لا يبحث الا عن خير الوطن بكامله، وخير جميع أبنائه. وهذا يقتضي له تجرداً تاماً عن كل أغراض خاصة، وأهداف شخصية، وغايات فئوية».ورأى انه «ما دام هناك مسؤولون لا يبتغون بتجرد تام خير جميع المواطنين دونما استثناء، فستظل أمورنا متعثرة، ووضعنا متأزماً، وثقتنا بإخراج وطننا مما يتخبط فيه، مطلباً عسيراً بلوغه».
وقال: «كم يحز في نفسنا أن نرى المسؤولين يتقاذفون، تقاذف لاعبي الكرة، مصالح الوطن، وبالتالي مصالح المواطنين، ويطعن بعضهم بشرعية البعض الآخر، فيما الوطن يروح يغرق كل يوم في لجة عميقة من الفوضى، ويروح المواطنون يبحثون عن عيش كريم خارج حدوده، وتتكاثر في الوطن الصغير حوادث السلب، والخلع، والاقتحام، في رابعة النهار».
وبعد القداس، استقبل صفير نائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الذي أشار الى «اننا نمر في مرحلة نبحث فيها عن تسويات معينة وحلول للأزمة التي نمر بها»، موضحاً أن «التسوية التي يبحث بها لم تصل بعد الى نقاط محددة، بل هناك عرض لوجهات النظر، وبالنسبة لنا لا يمكننا الدخول في التفاصيل، خصوصا ان مواقف قوى 14 آذار معروفة وهي نفسها». وأعلن انه بعد انتهاء رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري من مشاوراته سوف يحصل لقاء لأفرقاء 14 آذار «ونأخذ القرار جميعاً»، وقال: «كلنا نسعى الى حل شامل متكامل، ولدينا جميعاً طرح واحد ننطلق من خلاله لإيجاد اجوبة لكل مشاكلنا بدءاً من رئاسة الجمهورية وتطبيق القرار 1701 وتنفيذ النقاط السبع، ونحن اللبنانيين يجب ان نستفيد من المناخ الاقليمي، لكن هذه التسوية يجب ان تكون لبنانية».
ورداً على سؤال أكد عدوان «اننا والبطريرك صفير دائماً متفقون على كل شيء» وتمنى الا تكون المحكمة تحت الفصل السابع «لأنه يعني ان المؤسسات الدستورية في لبنان عاجزة» داعياً الى «عقد جلسة في مجلس النواب في اسرع وقت لإقرار المحكمة».
سئل: لماذا يجلس السني والشيعي حول الطاولة ولا يجلس المسيحي؟
اجاب: «اليوم ليس المهم من يجلس بل من يقرر في الاخير، وكلامك كان صحيحاً لو كان السني والشيعي يجلسان ويأخذان قراراً بمعزل عن الآخرين، ففي النتيجة الرئيس نبيه بري سوف يعود الى حلفائه والنائب الحريري ايضاً، والقرار سوف يتخذ بالإجماع، ليس المهم من يحاور بل من يتخذ القرار، نحن في صلب القرار ومطمئنون ومتفاهمون عليه».
وقال: «اذا اصرّت المعارضة على معادلة 19 + 11، يكونون قد رفضوا الحل، وبالتالي أن تقر المحكمة تحت البند السابع وأخذ البلاد نحو المجهول والعودة بنا الى عهد الوصاية، وبقدر ما نرفض الحلول في لبنان بقدر ما نكون نضع اولوية تعطيل المحكمة للمصلحة السورية وتفضيلها على المصلحة اللبنانية» مؤكداً أن «امامنا فرصة كبيرة للتسوية في ضوء الجو الاقليمي والدولي». ورأى «ان دور السعودية وإيران هو تعطيل التدخل السوري في الشأن اللبناني».
(وطنية)