بسام القنطار
جددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مطالبتها بزيارة الجنديين الإسرائيليين إيهودا غولدفاسر وإلداد رغييف المحتجزين لدى حزب الله منذ 12 تموز 2006.
وأعلنت المسؤولة الإعلامية في مكتب البعثة في بيروت سمر القاضي أن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل على تواصل مع الأسيرين نسيم نسر وسمير القنطار، وقامت بزيارتهما مرات عدة، إلا أنها لم تزر الأسرى الآخرين منذ أيلول الماضي»، في إشارة إلى الأسرى اللبنانيين حسين سليمان ومحمد سرور وماهر كوراني الذين أسرهم الجيش الإسرائيلي خلال عدوان تموز. ورفض المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية اعتبارهم أسرى حرب وخوّل المحكمة الجنائية صلاحية محاكمتهم. ويضاف إلى هؤلاء أسير رابع يدعى خضر زيدان كان قد تلقى أيضاً زيارة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر العام الماضي، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تقدمه للمحاكمة، ولم تسمح له بإجراء مقابلة تلفزيونية على غرار الأسرى الثلاثة الآخرين.
ومسألة زيارة الصليب الأحمر للأسرى لدى الطرفين، من المسائل الحساسة العالقة، بسبب عدم كشف حزب الله عن مصير الجنديين الإسرائيليين إلا في سياق مفاوضات غير مباشرة، وكجزء من مسار صفقة تبادل للأسرى. وتقوم عائلتا غولدفاسر ورغييف بزيارات إلى مختلف رؤساء الدول والمسؤولين الدوليين، كانت آخرها زيارة البابا بينيديكت السادس عشر والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. واستغلت العائلتان انعقاد مؤتمر باريس 3 من أجل الضغط على الرئيس الفرنسي جاك شيراك لمساعدتهما في الإفراج عنهما.
ومن المعلوم أن السلطات الإسرائيلية تحتجز مواطناً لبنانياً خامساً يدعى حسين عقيل، على رغم أن وضعه النفسي صعب ولم تثبت مشاركته في المقاومة.
ورفضت القاضي في اتصال مع «الأخبار» إعطاء معلومات عما إذا كان الصليب الأحمر على تواصل مع عقيل. واكتفت بالقول: «الصليب الأحمر زار الأسرى الأربعة فقط». وأكدت أن «اللجنة تحاول دائماً الاتصال بجميع الأسرى، وهي تقوم بمساعٍ حثيثة للتوصل إلى حلول تقضي بإطلاقهم، وقبل ذلك الاطمئنان إلى أوضاعهم».
وفي معلومات خاصة بـ«الأخبار» وردت عبر محامين فلسطينيين فإن أوضاع الأسرى سليمان وسرور وكوراني صعبة جداً، إذ إنهم ممنوعون من شراء حاجاتهم من «الكنتينا» (دكان المعتقل)، وينكّل بهم السجّانون حين يقومون بنقلهم من مكان إلى آخر، و هم ممنوعون حتى من الحصول على الملابس. وقد حاول المحامون التوجه إلى إدارة السجون وطلب نقلهم إلى معتقل هداريم حيث يحتجز الأسير سمير القنطار، لكنهم لم يلقوا ردوداً.
من جهتها، ناشدت عائلة الأسير نسيم نسر، اللجنة الدولية والمؤسسات الإنسانية، التحرك لإنقاذ ابنها الذي تمارس سلطات سجن تلموند حيث يقبع، أقسى الممارسات الوحشية في حقه منذ تموز الفائت. وأكد شقيقه عمران لـ«الأخبار» أن سلطات الاحتلال لا تزال تحتجز نسر في العزل الانفرادي وتستدعيه إلى جلسات التحقيق حيث توجّه إليه التهديدات بأنه لن يخرج إلا في تابوت خشبي بعدما منع من زيارة عائلته المقيمة في فلسطين المحتلة ومن زيارة الصليب الأحمر. وطالبت العائلة بالوقوف على مصير ابنها وإنقاذه من الممارسات اللاإنسانية والتدخل الفوري لمنع السلطات الإسرائيلية من التمادي في وحشيتها. يذكر أن الأسير نسر يقضي حكماً إدارياً بالسجن منذ عام 2001، لمدة 6 سنوات في معتقل تلموند الإداري، حيث من المفترض أن يفرج عنه هذا العام.