الكورة ـــ فريد بو فرنسيس
رفض استخدام المحكمة لـ «الابتزاز» واتهام الفريق الحاكم بالانقلاب على الطائف

حمل المهرجان السياسي الذي أقامته منفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، في مطعم «الأوكتاغون» في بلدة كفر حزير، إحياءً للذكرى السادسة بعد المئة لميلاد مؤسّسه أنطون سعاده، دلالتين لافتتين. الأولى شكليّة، تمثلت في الحضور السياسي الحاشد الذي تقدّمه الرئيس عمر كرامي، رئيس «تيار المردة» النائب والوزير السابق سليمان فرنجية، رئيس الحزب الوزير السابق علي قانصو، النائب أسعد حردان، الوزيران السابقان الياس سابا وأسطفان الدويهي، النائب السابق سليم سعاده، ممثلون عن «حزب الله» و«أمل» و«الحزب الشيوعي اللبناني» و«التيار الوطني الحر» و«حزب البعث» و«حزب التحرّر العربي»، وجمع كبير من مسؤولي «القومي» وأعضائه ومناصري المعارضة، إضافة الى رؤساء بلديات شخصيات سياسية وروحية واجتماعية وثقافية.
والدلالة الثانية تمثّلت في الكلمات التي حرصت على توجيه أكثر من رسالة الى الداخل، ابتداء باتهام الفريق الحاكم بـ «الانقلاب على اتفاق الطائف»، ومروراً بـ«رفض استعمال المحكمة الدولية وسيلة للابتزاز أو الانتقام السياسي»، وصولاً الى «الحرص على منع حدوث فتنة لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي».
فقد حمّل قانصو الفريق الحاكم مسؤولية «الانقلاب على منطق الطائف، الذي قامت فلسفته على المشاركة، ونصّت على إقامة العلاقة المميّزة بين لبنان والشام»، مشيراً الى أن المؤمن بانتماء لبنان العربي «لا تسيّره إملاءات الإدارة الأميركية المعادية لقضايا العرب، ولا يقبل أن يكون بلده مستباحاً بالوصاية الأجنبية».
وإذ لفت الى مراوحة الأزمة السياسية في لبنان مكانها، أمل في أن تصل الجهود الإيرانية ــــــ السعودية الى «الخواتيم التي ينتظرها اللبنانيون»، وألا «يعطّلها انقضاض من هنا ومن هناك، من قوى داخلية تجد نفسها متضرّرة من التسوية، وقوى خارجية تجد أن التسوية لم يحن وقتها بعد».
بدوره، أكّد كرامي أن المعارضة «لا يمكنها القبول باستعمال المحكمة للابتزاز أو الانتقام السياسي»، وحمّل من سمّاهم «التقسيميين» مسؤولية «فرط الدولة من أجل إقامة كانتوناتهم»، ناصحاً إياهم بأن «الوقت لم يعد لمصلحتهم».
وأشار فرنجية الى أن المعارضة «حريصة على منع حدوث أي فتنة في لبنان، لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي»، إذ إن «وضوحها هو زادها وزوّادتها. أما التبن والشعير، فهو لخيل الليل».
الاحتفال استُهلّ بكلمة تعريف من هنيبعل كرم، ثم بكلمة لمنفذ عام الكورة جورج ديب، أشار فيها الى أن الكورة «خير شاهد على صوابية الحزب، ببعدها عن التنافر المذهبي والطائفي».
وكان كرامي قد بدأ كلمته بالإشارة الى استهداف «القومي»، اليوم، نظراً لـ«مواقفه التي تتصدى لكل المشاريع الاستعمارية والتقسيمية، لا بالكلام والشعارات، بل بدماء شهدائه»، ورأى أن «الأكثرية» تريد أن «تستأثر بالقرار وتأخذ لبنان من موقعه الطبيعي الى الهيمنة الأميركية، وبالتالي الإسرائيلية»، لافتاً الى أن المعارضة «لا تستجدي مطالبها، ولا تتلقّى أوامرها من أحد. وهي مع سوريا الداعمة للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق».
ورأى فرنجية أن استهداف «القومي» هو «بسبب كونه خارج اللعبة الطائفية، ولا طائفة له. فالمستهدف الحقيقي، اليوم، هو الوطن، والخطر لا يستثني أحداً.. إذ إن للمشروع الأميركي أدوات، ولا حلفاء له»، وأبدى أسفه لاعتبار العروبة «تهمة».
وفي شأن المساعي الآيلة لحلّ الأزمة القائمة في لبنان، أكد فرنجية أن المعارضة «تؤيّد كل مبادرة، مع أنها مؤمنة بأن الحلّ الكامل والشامل لا يمكن إلا أن يكون من الداخل، على أساس المشاركة الحقيقية»، مضيفاً: «لا احد يقدر أن يلغي أحداً في لبنان، مهما توهّم البعض ذلك، ومهما عمل البعض لذلك تنفيذاً لأوامر أو إملاءات، أو من هوس بالسلطة ومصادرة القرار».
من جهته، أشار قانصو الى وجود نموذجين في لبنان: «نموذج المعارضة الذي غلّب منطق الطائف على أي منطق آخر، ونموذج الفريق الحاكم الذي انقلب على منطق الطائف ومصلحة الوطن، حينما رفض مشاركة المعارضة في إدارة البلاد»، لافتاً الى أن الفريق الحاكم «يستكمل انقلابه على فلسفة الطائف بانقلاب على الخيارات الوطنية التي حدّدها، ومن ضمنها العلاقات المميزة مع الدول العربية، ومنها سوريا»، متسائلاً: «ألم يخاطب سمير جعجع جمهور 14 شباط بقوله: البحر أمامكم، والعدو وراءكم؟. وحينما سئل من هو هذا العدو، أجاب بكل صفاقة: سوريا. أولم يطلب وليد جنبلاط من الإدارة الأميركية أن تغزو الشام؟ الا يعملون، في السر والعلن، على نشر قوات الطوارئ الدولية على الحدود اللبنانية ــــــ الشامية، وكأن ما بين الشام ولبنان حالة حرب؟ أو لم يزر رئيس حكومتنا كل عواصم الدنيا إلا دمشق؟. فأين العلاقة المميزة التي نصّ عليها اتفاق الطائف بين لبنان والشام؟ وهل تعرفون أية خسائر اقتصادية مني بها لبنان جرّاء هذه السياسة الحمقاء؟».