طرابلس ــ نزيه الصديق

مرّة جديدة يحتشد محبو جوزف سماحة الصديق والرفيق والكاتب والصحافي تأكيداً للأثر الإنساني والثقافي الكبير الذي خلّفه، فوفدوا من مختلف المناطق اللبنانية ليجتمعوا إحياء لوجوده فيهم، واستمراراً لمحبتهم له.
ولتلك الغاية، أقيم في كنيسة «سيدة البشارة» في مدينة الميناء في طرابلس، قدّاس وجنّاز لراحة نفسه، بحضور أفراد أسرته وذويه، وأسرتا جريدتي «الأخبار» و«السفير»، وحشد من الإعلاميين الشماليين واللبنانيين، ولفيف من أصدقاء الراحل، وحشد من أهالي مدينتي طرابلس والميناء والشمال. ومن المعزين: النواب السابقون: الدكتور عبد المجيد الرافعي، جهاد الصمد، جان عبيد، عبد الرحمن عبد الرحمن، محمود طبّو، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين وأعضاء المجلس البلدي، مسؤول منطقة الشمال في الحزب الشيوعي اللبناني إقبال سابا على رأس وفد من الحزب، وفد من التيار الوطني الحرّ، وفد الفصائل الفلسطينية في الشمال، وفد تيار المردة ضم مسؤول التيار في طرابلس رفلي دياب، ممثلاً الوزير سليمان فرنجية، وفد من حزب التحرر العربي برئاسة خلدون الشريف.
ترأس القدّاس النائب البطريركي العام لطائفة الروم الملكيين الكاثوليكيين الأب سليم غزال، وعاونه لفيف من الكهنة. بعد الإنجيل، تحدث غزال معزياً آل الفقيد وأصدقاءه والأسرة الاعلامية، باسم المطران جورج رياشي راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعها للروم الملكيين، مشيراً إلى أن «الفقيد كرّس حياته لخدمة وطنه ولنصرة المظلومين، والتكلم بصوت عال عن الظلم والاضطهاد عبر مجال الصحافة، بالإضافة إلى اهتمامه بالشأن العام. وقد كان محباً لوطنه، وكان عمله عبارة عن عبادة»، متمنياً له «راحة النفس والخلود، لما قدّمه في سبيل الإنسانية والمحبة، والإخلاص لوطنه ولعمله الإعلامي»، مطالباً «أحباء سماحة وأصدقاءه بالسير بأعماله التي كرّس حياته من أجلها».
وبعد ذلك ترأس المطران رياشي صلاة الجناز لراحة نفس الراحل، وألقى كلمة أضاء فيها على شخصيّة جمعت كبر النفس، والعطاء الزاخر، والحضور الكبير إلى التواضع والتواصل مع الآخرين، واحترام الرأي المخالف.
ثم أقيم قدّاس تقبلت بعده عائلة الفقيد ورئيس مجلس الإدارة في جريدة «الأخبار» إبراهيم الأمين التعازي بسماحة من وفود وشخصيات سياسية وحزبية وإعلامية ونقابية واجتماعية وبلدية وشعبية. ودُوّنت في سجل المعزين كلمات عدة، ومن كلمة «تيار المردة» التي وقّعت باسم رئيسه الوزير السابق سليمان فرنجية، وجاء فيها: «قلبك الذي على الشمال وعلى كل الوطن سكت، لكنك ما زلت في قلب الشمال، تنبض حقاً وسلاماً وقلقاً على وطن نحتاج فيه لأمثالك؛ ونستأذنك، سنفتح بين الحين والآخر، دفتر كتبك ومقالاتك لنرتوي من مائها في زمن الجفاف».
كما كانت كلمات متعدّدة أجمعت على أن أمثال جوزف لا يرحلون، وأنّه باق في العقول والقلوب رغم خسارة قلمه التي لا تعوّض.