دير الأحمر ــ رامح حمية
استضافت رابطة «سيدات دير الأحمر» في البقاع، ورشة عمل خاصة باليوم الوطني للمحميات الطبيعية، تحت شعار «السلام من أجل المحميات الطبيعية»، بحضور المدير العام لوزارة البيئة د. بيرج هتجيان، وعميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية الدكتور علي منيمنة، وعدد من ممثلي الوزارات والجمعيات الأهلية والبيئية من مختلف المناطق اللبنانية.
وقد تطرقت ورشة العمل الى مشكلات التلوث النفطي على طول الشاطئ اللبناني نتيجة العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز الماضي، إضافة إلى المشاكل التي أصابت بعض المحميات في لبنان. وألقت رئيسة رابطة سيدات دير الأحمر دينا الخوري كلمة شددت فيها على «اهتمام الرابطة بالتنمية الريفية المستدامة، وكيفية المحافظة على بيئتنا الطبيعية».
وركزت رئيسة مصلحة حماية البيئة السكنية الدكتورة لينا يموت في كلمتها على «العمل الدؤوب من أجل بناء الجسور بين الموارد الطبيعية والبشرية للنهوض بهذه القطاعات»، ولفتت إلى الأضرار التي سببها العدوان الاسرائيلي عبر قتل الأهالي من جهة وتدمير بيئة لبنان من جهة ثانية. أما المدير العام لوزارة البيئة الدكتور هتجيان فقد ركز في كلمته على عمل المتطوعين خلال حرب تموز، متناولاً ما خلّفه العدوان الاسرائيلي من قنابل عنقودية في البقاع والجنوب «الأمر الذي يشكل خطراً على المزارعين ونشاطهم الزراعي، وبالتالي تدنّي مداخيلهم واضطرارهم الى النزوح في اتجاه المدن وضواحيها ما يزيد من نسب التلوث البيئي».
وقدمت المنسقة الإعلامية لملف التلوث النفطي في وزارة البيئة غادة متري، عرضاً مفصلاً للتسرب النفطي من معمل الجية الحراري الذي قدرته ما بين 20 الى 25 ألف طن من الفيول أويل الثقيل. وأوضحت ان التدخل لمعالجة التسرب كان متأخراً وبطيئاً بسبب الحصار الاسرائيلي وغياب المعدات اللازمة، وأشارت إلى أن حركة الرياح والمياه دفعت كميات كبيرة من الفيول نحو الشاطئ الشمالي وصولاً الى الشاطئ السوري. وأوضحت ان تكلفة «سحب الطن الواحد من الفيول تبلغ 13800 دولار أميركي».
وتحدثت متري عن الصعوبات التي واجهت الفرق العاملة في مرفأ بيروت والتي تمثلت في وجود نفايات مع الفيول السائل ما سبب إرباكاً للفرق العاملة ومشاكل للمعدات، وقالت «سُحب وأُزيل ما يقارب ألف متر مكعب من الفيول السائل، وحوالى 6 آلاف متر مكعب من النفايات الملوثة»، مشيرة إلى أن مستوعبات الفيول نقلت الى منشآت النفط في بيروت والشمال والجنوب، أما النفايات الملوثة فقد خزنت في مستوعبات تمهيداً لنقلها الى دول أخرى بموجب معاهدة «بازل». وأكدت متري ان الشاطئ اللبناني «بات نظيفاً (...) ويمكن تناول السمك وممارسة السباحة».
ومن ثم تحدث الدكتور غسان جرادي رئيس لجنة محمية جزر النخل مقدماً شرحاً مفصلاً عن التلوث الذي أصاب الجهات الجنوبية للجزر والناتج من تسرب «فيول» الجية، وقدّر المساحة الملوثة بـ3 آلاف متر مربع تقريباً، موضحاً ان نتيجة التلوث تدنى عدد الزوار من 18 ألف زائر الى 1740. وأوضح جرادي ان التلوث أثّر في الحيوانات والنبتات المثبتة للرمال.
وتناول عضو لجنة محمية شاطئ صور الطبيعية محمد ضافر المشاكل والمعوقات التي تعانيها المحمية، ومنها نفايات مخيم الراشيدية، ونفايات مكبي صيدا وصور، إضافة إلى البناء داخل أراضي المحمية خلال فترة ما بعد الحرب من دون حسيب ولا رقيب.
وتحدث أيضاً في الورشة عضو لجنة عمل محمية أرز الشوف الطبيعية وسام أبو ضاهر، مركّزاً على تدنّي عدد زوار المحمية وبالتالي تدنّي المداخيل (عام 2004 بلغت 70 ألف دولار، وعام 2006 بلغت 36 ألف دولار).
واختتمت ورشة العمل بغذاء قروي، وزيارة ميدانية لمحمية اليمونة الطبيعية برفقة المسؤول عنها الدكتور ناصر شريف، حيث لوحظت آثار قطع الأشجار في المحمية الذي يقوم به مجهولون من دون أن تتخذ القوى الأمنية الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاعتداءات.