زبقين ـ آمال خليل
أطلـــــــــــــــق أهالي بـــــــلدة زبقين إنذاراً «أخيراً»، يحذّر المعنيين كافة من الـــــــــــخطوات التصعيدية التي قد يتّخذونها احتجاجاً على الإهمال اللاحق بحق بلدتهم المنكوبة حتى الآن، واستنكاراً للوعود «الكاذبة» التي أعطيت لهم من الحكومة. والــــــلافت أنه بعد مضي أكثر من ستة أشهر على انتهاء العدوان، لا تزال فرق مجلس الجنوب تتردد إلى البلدة لإعادة الكشف على المنازل المدمرة، علماً بأن الكشف النهائي أجري أكثر من خمس مرات حتى الآن.
ويؤكد مختار زبقين رائف بزيع أن الدمار لا يزال على حاله منذ انتهاء العدوان، حيث تسجّل240 وحدة سكنية مدمّرة كلياً من أصل 400 ولم يعد سوى 83 بيتاً آهلاً للسكن. ولا تزال 135 عائلة بلا مسكن في البلدة من أصل 300، تنتظر العودة، فيما اضطرت إلى السكن مؤقتاً في مدينة صور ومنطقتها. ويشير بزيع إلى أن المعلومات متضاربة حول إنجاز ملف البلدة، إذ إنه لم ينجز بعد «بحسب الهيئة العليا للإغاثة ومصادرها في الجنوب التي تبرر التأخير بالإجراءات المرعية في الدفع غير المباشر للتعويضات عبر مجلس الجنوب».
وكان أهالي زبقين قد أملوا خيراً من تبنّي السعودية أمر بلدتهم المنكوبة لإنقاذهم من إهمال الدولة لهم في العدوان وبعده، لكنهم سرعان ما فقدوا الأمل عندما وكّلت السعودية الحكومة اللبنانية بتوزيع التعويضات على الناس نيابة عنها.
ثم انتظروا الفرج من مؤتمر باريس 3 الــــــــــذي قدّمت فيه السعودية مليار دولار لدعم لبنان، لم ير الأهالي شيئاً منه. وهناك عوامل عدة زادت في سوء الواقع المعيشي لبلدة زبقين التي استشهد رئيس بلديتها أحمد بزيع في المجزرة مع 15 شهيداً آخرين من البلدة خلال العدوان الأخير، ما أدى إلى تضعضع إمكانات البلدية وقدرتها على مواجهة المآسي التي جرّها العدوان. وتحاول البلدية أن تلملم قدراتها، ولا سيما بعد انتخاب رئيس جديد هو علي بزيع الذي «يتواصل مع مختلف الجهات لدعم البلدة بعد الدمار الذي حلّ بها»، ومنها القوة الإيطالية العاملة في إطار اليونيفيل التي تقوم بتأهيل البنية التحتية للبلدة.
ولا يرى بزيع «ما يمنع التعامل مع اليونيفيل في كل ما يخدم مصالح الناس، وخصوصاً في غياب الدولة غير المعنية». أما الضرر الذي لحق بالأراضي الزراعية والابتعاد القسري للسكان عن البلدة، فإنه أدى إلى تعطيل أكثر من 70 % هم من يعتاشون من الزراعة، عن العمل. وباتوا الآن مضطرين إلى استثمار مساحات زراعية، حيث يقطنون، لزرعها والاستفادة من محصولها، على نحو ما فعل عباس بزيع (70 عاماً) الذي أتى العدوان على بيته وأرضه، فاستثمر قطعة أرض في ضواحي مدينة صور ليتابع عمل الزراعة لأنه «لا يتقن سواه»، بالرغم من أنه لا يشعر «بالبركة ذاتها لأن الأرض في زبقين» كانت له، بينما يعمل الآن «بشكل مؤقت في أرض غريبة ويدفع أجراً شهرياً عنها» كما عن شقته.
وفضلاً عن استمرار انقطاع الكهرباء والمياه والهاتف عن البلدة بسبب عدم تأهيل الشبكات منذ انتهاء العدوان، فإن المولّد الكهربائي الذي قدّمه المكتب الإيراني لمساعدة لبنان، لم يجد من يؤمّن له مادة المازوت اللازمة لتشغيله بشكل دائم. واللافت أن فواتير الهاتف لا تزال تجبى من الأهالي في موعدها ويترتّب عليهم رسم الاشتراك الشهري لصيانة الشبكة المدمرة أصلاً.
وكان مصدر في أوجيرو أوضح «أن استمرار جباية الفواتير من سكان القرى المدمرة يعود إلى عدم إنجاز عملية إحصاء الوحدات السكنية المشتركة في الشبكة التي دمّرت والتي تحتاج إلى بعض الوقت»، برغم مرور أكثر من 6 أشهر على انتهاء العدوان!