أكدت مصادر مقربة من قصر بعبدا «أن رئيس الجمهورية إميل لحود لا يزال يتريث في تشكيل الوفد الذي سيرافقه إلى مؤتمر القمة العربية التاسع عشر الذي سيعقد في الرياض في 28 و29 من آذار الجاري في انتظار نتائج الاتصالات السياسية الجارية لإنهاء الخلاف السياسي الراهن في البلاد». ونقلت عن لحود رغبته في «أن يكون الوفد اللبناني إلى القمة وفداً موحداً يمثل جميع الأطراف اللبنانيين ويترجم توافقاً لبنانياً على أسس الحل الذي يُعمل له من خلال الاتصالات، ولا سيما بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري».وأشارت المصادر إلى «أن الرئيس لحود يتابع تطور هذه الاتصالات ويرصد المواقف الإيجابية التي تصدر عن الأكثرية والمعارضة، آملاً أن يتم التوافق على وضع أسس الحل السياسي وأن يعكس الوفد اللبناني إلى القمة صورة هذا التوافق انسجاماً مع الرغبة التي أبدتها السعودية في الاتفاق على حل للأزمة اللبنانية قبل موعد القمة». وأكدت المصادر عينها «أن لا داعي للعجلة والتسرع في تشكيل الوفد ما دام هناك متسع من الوقت قبل موعد القمة، وهي مهلة يؤمل أن تتبلور خلالها الاتصالات الجارية لتذليل العقبات أمام المشاركة الوطنية الواسعة في وفد القمة خصوصاً إذا ما تم التوصل إلى حل حول الوضع الحكومي المأزوم وأمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية أو التوافق على صيغة لحل هذا الوضع». وأوضحت أن رغبة لحود بالإفساح في المجال أمام الاتصالات السياسية «تنبع من حرصه على أن يحمل الوفد اللبناني إلى القمة رسالة إلى الدول العربية بأن لبنان بدأ يستعيد عافيته السياسية ويخرج من الأزمة وهذا الأمر يتحقق من خلال حل الأزمة الحكومية على نحو يرضي جميع الأطراف»، مشيرة إلى «أن اللقاءات بين بري والحريري أوجدت مقدمات صالحة لمناخات إيجابية لا بد من استكمالها والإفساح في المجال أمام تفعيلها في محاولة للخروج من المأزق».
ورأت المصادر «أن درس حكومة الرئيس السنيورة في اجتماعها (أمس) مسألة تشكيل الوفد إلى القمة خطوة لا مبرر لها ولا تأتلف مع الأجواء الإيجابية السائدة»، مشيرة إلى «أن القول بأن سبب هذه الخطوة هو البقاء ضمن مهلة الـ15 يوماً المعطاة للقرارات الصادرة التي يرفضها رئيس الجمهورية لإعادة التأكيد عليها حجة غير مقنعة لأن جميع المعنيين يعرفون أن قرارات عدة تتناول مشاركة لبنان في مؤتمرات أقل أهمية من مؤتمر القمة يمكن أن تتخذ قبل أيام قليلة من موعدها، وخصوصاً إذا كان هناك توافق حولها وتفاهم عليها، ولا سيما أن الترتيبات اللوجستية والتنظيمية التي اتخذتها السعودية للقمة تتصف بالدقة والتنظيم ولا تتطلب مهلاً طويلة لوضعها موضع التنفيذ». وأضافت: «إن عامل الوقت ليس مهماً، إذ غالباً ما كان مجلس الوزراء يقرر إرسال وفود إلى مؤتمرات بعد أن تكون هذه الوفود قد سافرت وعادت فتتم الموافقة على سبيل التسوية"، مشددة على «أن هذا المخرج يطبق في حالات عادية وظروف طبيعية، فكيف إذا كانت البلاد تمر في ظروف استثنائية وحالات غير عادية». وأشارت إلى «أنه لو كان هناك توافق فإن ثمة مخارج كثيرة لشرعنة أي إجراء يُتخذ»، موضحة «أن المهم هو التوافق على الحلول السياسية التي تعيد الأوضاع إلى طبيعتها لأن ذلك هو المدخل الحقيقي للحل». ورأت المصادر أن تصميم الرئيس فؤاد السنيورة على تشكيل الوفد إلى القمة العربية من شأنه إذا ما حصل «أن يشكل التفافاً على الاتصالات الجارية للوصول إلى حلول توافقية للوضع الراهن»، مشددة على «أن هذه الاتصالات هي السبب الرئيسي الذي يدفع بالرئيس لحود إلى التريث في تشكيل الوفد الذي سيرافقه إلى قمة الرياض استنفاداً لكل المساعي القائمة بحثاً عن الحل». وأفادت المصادر بأن «المسؤولين السعوديين وُضعوا في صورة موقف الرئيس لحود المساهم في توفير المناخات الضرورية للوصول إلى توافق لبناني قبل موعد القمة»، مشيرة إلى أن موقف رئيس الجمهورية «قد لقي ارتياحاً لدى المسؤولين السعوديين».
(الأخبار)