strong>كامل جابر
  • نحن على استعداد للمواجهة إذا جرت تحرشات برية ويمكننا التصدي فوراً لأي اعتداء جوّي يستهدف مواقعنا

    الساعة العاشرة تماماً موعد انطلاق الدورية الروتينية من موقع الكتيبة الفرنسية المتقدم في بلدة الطيري ــ قضاء بنت جبيل. الملازم أول A. Bancel هو من يحدد وجهة الدورية «الروتينية المبرمجة» وكذلك وقتها والمهمات الموكلة إليها. «الأخبار» واكبت الدورية التي تشكل واحدة من أصل أربع يتولاها في اليوم

    في خط سير ينطلق من عيتا الجبل تبدأ جولة الدورية الفرنسية المؤلفة من مصفحتي AMX10P الصغيرتي الحجم؛ وسيارة جيب عسكرية فتشق طريقها ببطء إلى حداثا فتبنين وصولاً إلى حاريص.
    تبقى الدورية على اتصال دائم مع مركز القيادة في «الطيري» حيث مقر قائد الكتيبة، ويمكنها أن تطلب مساندة من هناك حيث يوجد كتيبتا مشاة للتدخل من نحو 300 ضابط وجندي، تساندهم دبابتا «لو كلير» المتطورة، الفرنسية الصنع؛ وتتبع للموقع نقطتان حساستان قريبتان من الخط الأزرق، جنوب مارون الراس وجنوب يارون؛ و«يمكن هذه النقاط في مارون الراس ويارون وموقع الطيري طلب مساندة قوة التدخل السريع في الكتيبة الفرنسية المتمركزة في جبل مارون في بلدة دير كيفا، وهي تتألف من 13 دبابة «لو كلير» و4 مدافع من عيار 155 ملم ذاتية التحرك، وتعداد الجنود الفرنسيين في هذه الكتيبة 1200 عنصر؛ وتتحرك بأوامر مباشرة من القيادة العامة في الناقورة؛ ويمكنها طلب مساعدة كتائب اليونيفيل المختلفة، إذا استدعى الأمر، أو أن تتدخل لمساندة بعض كتائب اليونيفيل، إذا طلب منها ذلك، ونطاق تدخلها جنوبي نهر الليطاني». والكلام للناطق الرسمي باسم الكتيبة الفرنسية النقيب S. Egea الذي أكد أن اختيار موقع الطيري جاء ليكون قريباً من الخط الأزرق «الذي يتميز بحساسية متقدمة، ويحتاج تدخلنا لمساندة الجيش مثلاً، نحو نصف ساعة، وهذا ما جرى في 7 شباط الماضي، عندما استدعى الأمر تدخلنا لمنع الاحتكاك بين الجيش اللبناني والإسرائيليين في مارون الراس، إذ طلبنا مساندة قوة التدخل السريع في دير كيفا».
    أما عن قدرة الكتيبة الفرنسية في المواجهات العسكرية، فهي «مع المعدات التي نملكها كافية لمواجهة برّية أولية، بالتضامن مع مختلف كتائب اليونفيل؛ والمعروف أن دبابات «لو كلير» الفرنسية الصنع، تتمتع بقوة قتالية عالية. أما عن المواجهات الجوية، فقد تقرر ألا تكون قوات جوية لليونيفيل».
    وبما يختص الخروق الجوية الإسرائيلية «للأسف، كل ما يمكننا فعله هو إصدار بيانات الاستنكار لهذه الخروق، يقوم القائد العام لليونيفيل بذلك، لكن إذا جرت تحرشات برية فنحن على استعداد للمواجهة. يمكننا التصدي فوراً لأي اعتداء جوّي قد يستهدف مواقعنا، لأننا عندها نكون بموقع الدفاع عن النفس». وإذا استهدف العدوان المواطنين ومنازلهم؟ «هذا الأمر ليس من اختصاصي الاجابة عنهتتقصد الدورية الوقوف في بلدة تبنين، ينصرف قائد الفصيلة لشراء الصحف اللبنانية، التي يطّلع الفرنسيون على معظمها، يومياً، يقوم المترجمون بتفسير ما فيها من كتابات ومواضيع قد تهم الكتيبة الفرنسية ونطاق عملها «لا نلمس مبالغة فيها، لكن هناك أحياناً بعض المعلومات الخاطئة أو المغلوطة، ونود لو نُسأل عنها».
    لم يلمس الفرنسيون أي إشكال يمكن التوقف عنده في القرى والبلدات المحيطة، ولم يصادفوا مرة أي ظهور مسلح لعناصر «حزب الله». وهم يركزون اليوم على الدوريات الخفيفة على الطرقات الرئيسة، من بعض الآليات المصفحة، بعدما أثار تنقل دبابات «لو كلير» المجنزرة ردود فعل غير مرحبة في القرى، ولذلك يتحاشى الفرنسيون العبور داخل الأحياء والطرقات الضيقة. ويعولون على الدوريات الخفيفة «التي يمكنها التوقف داخل القرى وتسهل الاتصال مع أهلها ولا تزعجهم، وهذه تدابير اتخذناها لتذليل النفور بيننا وبينهم».
    يؤكد الملازم أول A. Bancel أنه «متاح للجنود التحدث كيفما شاءوا إلى المواطنين والأطفال، وتختلف الدوريات بين مراقبة أو اتصالات مباشرة مع الأهالي؛ العلاقات في هذا القطاع أكثر من جيدة، مع التجار والأهالي ومع المرجعيات، لم نواجه أي مشكلة حتى الآن، هناك إشكالات صغيرة جداً تزول بالحوار مع الناس، وإذا استوجب الأمر نتصل بالمختار أو رئيس البلدية».
    وفي موازاة ذلك ترى الليوتنانت موسي باررو إن «العلاقة مع الإعلام مهمة وضرورية، لأنها من ناحية تجعلنا نقف على الآراء بشأن كتيبتنا، وبالتالي نعرف ماذا يجري في البلاد وحولنا، والصحافيون هم من أهل هذا البلد ويعرفون ما يجري ويقرأون؛ ومن ناحية أخرى تسهل لنا شرح دورنا ومواقفنا بطريقة أفضل. علماً بأن أخبارنا واضحة وليس لدينا ما نعتم عليه».
    في حاريص، توقفت الدورية نحو نصف ساعة، من الجنود من يدخل إلى متجر لبيع أجهزة الخلوي «أسعارها هنا أدنى من أسعارها في فرنسا»؛ فيما تدخل الليوتنانت موسي باررو إلى محل لبيع الحلويات «لا أستطيع مقاومة الحلويات اللبنانية، خصوصاً البقلاوة، وأخاف أن يزيد ذلك من السمنة». وتتذوق بين المرة والمرة أصنافاً أخرى وتسأل عن أسمائها.