الضنّية ــ عبد الكافي الصمد
استفاق الرعاة ومربّو الماشية في بلدة جيرون في أقصى جرود الضنّية منذ أيام على كارثة كبيرة حلّت بهم، تمثلت في نفوق نحو 300 رأس ماعز، الأمر الذي أدى الى دبّ الذعر في أوساط أهالي البلدة كافة، خوفاً من ان يكون ذلك مقدمة لوباء قد لا يأتي على ما تبقى من قطعان ماشية لديهم، بل قد يمتد ليطال في طريقه أهالي البلدة، وخصوصاً الأطفال وكبار السن.
وكان عدد من أهالي البلدة قد اتصلوا ببعض المراجع المعنية لمساعدتهم على مواجهة المشكلة التي فاجأتهم، فأرسل محافظ الشمال ناصيف قالوش وفداً من الخبراء والمختصين والأطباء البيطريين الى البلدة، التي لا تزال الطريق المؤدية إليها ترابية وموعرة، ويحتاج من يريد الوصول إليها إلى استخدام سيارات الدفع الرباعي وشاحنات «البيك ــ آب» أو الدواب!
عمليات الكشف والتشريح الأولية التي أجراها على عدد من رؤوس الماعز النافقة الوفد الذي زار البلدة ورأسه الطبيب البيطري المختص ربيع عموري، بيّنت ان مرض التسمم المعوي الذي أصاب القطعان، هو السبب الرئيسي في ما حصل، وذلك نتيجة «عدم قيام الرعاة ومربي الماشية بتلقيح قطعانهم ضد الأمراض والأوبئة».
رئيس مصلحة الزراعة في الشمال المهندس معن جمال أوضح لـ«الأخبار» ان «نتائج الكشف المخبري النهائية سنتسلّمها الأسبوع المقبل»، لافتاً في مقابل ذلك الى ان «إهمال الأهالي هو الذي أوصل الأمور الى هذه النتيجة»، ومحذراً من «احتمال انتقال المرض واتساع رقعة انتشاره، إذا لم يبادر الرعاة ومربّو الماشية الى تلقيح ما تبقى من قطعانهم»، مبدياً في الوقت نفسه استعداد المصلحة «لتقديم كل عون ومساعدة في هذا المجال».
من جهته، رئيس دائرة الثروة الحيوانية في مصلحة الزراعة في الشمال الدكتور سناء الجندي، أشار لـ«الأخبار» أيضاً الى ان «التلقيح الدوري لقطعان الماعز، كما للأغنام والأبقار، هو ضروري جداً في بلدة مثل جيرون، حيث يتسبب التغيير المفاجىء والسريع في الطقس، وكذلك في نوعيات الطعام التي تقدم للقطعان، في انتشار مرض التسمم المعوي بسرعة، ويؤدي الى حالات وفاة كبيرة تكاد تشبه تلك التي تنتج من مرض الطاعون».