strong>نادر فوز
«لا يعني كوننا في اليسوعية أننا مرتاحون مادياً وقادرون على مجاراة رفع الأقساط»، أطلقت ساندي هذه العبارة بلهجتها العربية «المكسّرة» قبل أن تنضم إلى زملائها المعتصمين في مجمّع «هوفلين» في الجامعة اليسوعية.
بعيداً عن الأحزاب والتيارات السياسية، قرّر أمس عدد من طلاب «اليسوعية» تنظيم اعتصام داخل حرم جامعتهم استنكاراً لرفع الأقساط وعدم تأمين الاحتياجات الأولية للطلاب.
ورغم عدم تمكّن الهيئات الطلابية من تنظيم أي اعتصام مماثل يطالب بحقوق الطلاب، جاء اعتصام أمس عفوياً بدعم من المجالس الطلابية التي نجحت في كلية العلوم السياسية خلال الأيام السابقة في مناقشة مسألة رفع أسعار الوحدات مع الأب برونو سيون، نائب رئيس الجامعة اليسوعية لطلاب كلية العلوم السياسة.
ناهزت الساعة الحادية عشرة والنصف، حضرت اللافتات، تجمّع عشرات الطلاب، حضر بعض المسؤولين عن الجامعة لمراقبة سير الاعتصام. الحشد لم يكن كبيراً، «لكنه جيد بالنسبة لتحضيرات الدقيقة الأخيرة»، تبرر إحدى «الناشطات».
ينهمك عدد من الطلاب في توزيع البيان الداعي إلى الاعتصام على كل أقسام «هوفلين» وكلياتها. وممّا جاء في البيان: «الهدف هو توجيه رسالة إلى إدارة الجامعة بأن أي جديد يطرأ على القسط يجب إعلام الطلاب به عبر تعميم القرارات على كافة الهيئات الطالبية».
«نريد وظائف داخل حرم الجامعة»، «نريد أن نعمل في مراكز البحوث»، «رفعتم الأقساط قبل أن تضمنوا البدائل»، «التعليم حق للجميع فلا تجعلوه نخبوياً أكثر فأكثر»، «غالبية الطلاب تطالب بالمساعدات والإدارة ترفع الأقساط»، إضافة إلى لافتات أخرى باللغة الفرنسية تشدد على الحق في التعلّم وتشير إلى أنّ رفع الأقساط يتم رغم الأزمة الاقتصادية التي «تضرب» كل اللبنانيين.
ألقى أحد طلاب العلوم السياسية كلمةً وصف فيها القرار بـ «الاعتباطي» وعاد وذكر المطالب التي عرضت أمام سيون الأسبوع الفائت، والمتمثلة بتأمين فرص عمل للطلاب في «اليسوعية»، زيادة عدد المنح الجامعية والمساعدات المالية بدل رفع أسعار الوحدات الدراسية وإعادة النظر في نظام الخدمات الاجتماعية وتسهيلها. الجدير بالذكر أنّ نظام الخدمات الاجتماعية في «اليسوعية» لا يتمثل مثلما في الجامعات الخاصة الأخرى عبر حسوم على الأقساط، بل عبر قروض بدون فائدة يسددها الطلاب بعد تخرّجهم وانخراطهم في أسواق العمل.
ليس هذا التحرك موجهاً ضد الإدارة «بل هو دعوة إلى التحاور معها بشكل أوسع»، تقول إحدى طالبات العلوم السياسية التي نشطت منذ البدء بتنفيذ القرار في حثّ زملائها والضغط على الهيئة الطلابية لأداء دورها الأساسي في تحقيق مطالب الطلاب وصون حقوقهم.
بينما كان المعتصمون يسعون إلى رفع صوتهم بوجه قرارات الإدراة، اكتفت أكثرية الطلاب على «الضفة الأخرى» بالجلوس على المقاعد الخشبية أو في الكافيتيريا، لمتابعة «عاداتهم» بشكل شبه طبيعي كأن الأمر لا يعنيهم.
ليس أمام طلاب «اليسوعية» إلا تصعيد تحركاتهم من أجل تحقيق مطالبهم، هذا ما يؤكده معظم المشاركين في اعتصام أمس، كما أكد اعتصامهم للجميع أنه بالإمكان تنظيم نشاطات خاصة بالطلاب بعيداً عن المصالح والحسابات السياسية. لعلّ USJ وغيرها من الجامعات الخاصة تعود مثلما كانت في السابق مهد الحركات الطلابية المطلبية.