strong>قال وزير الداخلية حسن السبع خلال المؤتمر الصحافي الذي تبع جلسة مجلس الوزراء، أمس، إن الأشخاص الموقوفين تابعون لتنظيم “فتح الإسلام” وهم اعترفوا بتنفيذ جريمة عين علق الشهر الماضي. وقال: لا فرق بين “فتح الإسلام” و“فتح الانتفاضة”ظلت حركة “فتح الإسلام” حالة غامضة. وباستثناء بيان الانشقاق عن حركة فتح ـــ الانتفاضة وحادثين أمنيين اثنين، لم تقم الحركة بأي عمل علني يوضح هويتها وأهدافها. ظهرت للعلن ليل الخميس ـــ الجمعة في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 2006 إثر اشتباك في مخيم البداوي بين عناصر من اللجنة الأمنية في المخيم، ومجموعة من 19 شخصاً مجهولي الانتماء، أفرادها فلسطينيون ولبنانيون وسوريون وسعوديون، كانوا يقيمون في شقتين قرب مسجد القدس في المخيم. وأسفر الاشتباك عن مقتل أحد عناصر اللجنة الأمنية التي أوقفت 6 من أفراد المجموعة: لبنانيان من طرابلس، وفلسطينيان من أبناء المخيم، وشخص سعودي وآخر يحمل بطاقة فلسطينية مزوّرة وقيل إنه سوري. أفرجت اللجنة الأمنية عن الأربعة الأوائل لتسلم الأجنبيين إلى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني. في تلك الليلة، خرجعدد من عناصر حركة “فتح الانتفاضة” من مخيم البداوي ليستقروا في مخيم نهر البارد، قبل أن يعلنوا انشقاقهم، مشكّلين تنظيماً جديداً أطلقوا عليه اسم “فتح الاسلام” بقيادة العقيد شاكر عبسي. وذكر بيان التأسيس الصادر عنهم بتاريخ 27/10/2007 أنهم من أبناء “فتح” الذين عايشوا “الفساد والانحراف”، فحاولوا “التصحيح عبر انتفاضة عام 1983، ولكن ما لبث الفساد أن استشرى مرة أخرى وأصبحت الحركة تعمل لصالح أجهزة استخباراتية”. واعتبر البيان المفعم بخطاب إسلامي أن “لا نصر إلا بطريق الاسلام”.
وخلال الأيام الفاصلة بين اشتباك مخيم البداوي وبيان التأسيس ـــ الانشقاق، سيطرت هذه المجموعات على مراكز فتح ـــ الانتفاضة في مخيم نهر البارد، وخصوصاً مركز صامد الساحلي. وبعد أيام، انتقل عناصر من بعض المخيمات في لبنان لينضموا إلى الحركة، بالإضافة إلى عناصر أخرى قيل إنها أتت من خارج لبنان ليصل المجموع العام إلى ما يقارب 200 عنصر.
وكان أبو خالد العملة، المسؤول الثاني في حركة «فتح الانتفاضة» قد أوقف في دمشق في وقت سابق. وقالت مصادر فلسطينية في حينه إن العملة «في الإقامة الجبرية في سوريا حيث يجرى التحقيق معه في قضية فتح الإسلام». وأشارت إلى أن «التحقيق الذي يجرى مع العملة ونحو أربعة أشخاص تعتقلهم سوريا، ويتبعون للمجموعة ذاتها، يتناول خصوصاً صلة العملة بها، وما إذا كانت تأتمر بأوامره أم أنها منشقّة عنه هو الآخر”، متهمة “آل الحريري بتمويل الحركة الجديدة”.
في معسكرهم
داخل مخيم نهر البارد بوابة متهالكة تأبى أن تفتح بسهولة للضيوف القادمين، تنتصب عليها راية سوداء كتب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ثم ساحة واسعة أشبه بملعب كرة قدم، أسلاك شائكة وإطارات، حواجز حديدية، وأشياء تخص معسكرات للتدريب، مجموعات من الشباب متفرقة على شكل حلقات، منها من يتدارس القرآن ومنها من يقوم بألعاب رياضية، وجوه أعمارها ما بين العشرين والثلاثين، ومعظمها من غير الحى. السلاح يكاد يكون معدوماً بينهم لولا مجموعة صغيرة متحلقة حول رجل في العقد السادس من العمر يفترش التراب، إنه العقيد شاكر العبسي أو الحاج أبو حسين.
ويروي العبسي قصة حركته على هذا النحو «نحن أبناء حركة “فتح”، شاركنا في تصحيح الانحراف عام 83، ثم تابعنا العمل في حركة “فتح الانتفاضة”. لكن ولأسباب عديدة كان أن تجدد هذا الانحراف، فانتهجنا هذا المنهج وهو منهج «لا إله إلا الله» وأيقنّا أنه لا يمكن الوصول الى بلدنا إلا بهذه الطريقة، دخلنا الأراضي اللبنانية دفاعاً عن السلاح الفلسطيني ولنشر المنهج الذي نراه أنه يوصل الى فلسطين، فكان أن حوربنا من فصائل فلسطينية ومن جهات خارجية رأت فينا تهديداً لمصالحها، فمورست علينا الضغوط التي كانت نتيجتها حادثة مخيم البداوي حيث تم إخراجنا من المخيم في الليل وطلب منا مغادرة المخيمات التي جئنا لندافع عنها ولنتواصل مع أهلنا من أبناء لبنان، فما كان منا إلا أن أعلنّا عن أنفسنا، دفاعاً عن أنفسنا أولاً ثم تبياناً للحقيقة ودحضاً للشائعات والتهم التي كيلت إلينا، منها أننا ننتمي إلى تنظيم القاعدة أو لأجهزة مخابرات عربية أو لذاك التيار أو غيره، ونحن دخلنا لبنان منذ نحو عام بعد أن اتخذ قرار بسحب السلاح الفلسطيني. ولكن نحن موجودون في لبنان منذ عشرات السنين ضمن حركة فتح».
ويصيف : «نحن لا نعترف لا بمجلس الأمن ولا بمقرراته، مجلس الأمن أصدر قرارات عديدة لم ينفذ منها شيء، ولكن أن يقال إننا جئنا لننسف هذه القرارات فهذا افتراء، نحن لا نعمل لصالح جهة، نعمل بما نراه مناسباً لتحقيق أهداف هذا الشعب، أما ما قيل عن لائحة اغتيالات فهذه سخافات».
ويختم: “لسنا بصدد مواجهة مع الدولة ولم نأت الى هنا كي نواجه الدولة أو نكون مع جهة ضد أخرى، ولكننا ندافع عن أنفسنا وعن أهدافنا، نتمنى أن يتفهم الجميع موقفنا هذا حتى لا نكون في موقف عداء مع أحد. والسلاح الذي بأيدينا هو نفس السلاح الذي كان بأيدينا قبل أن نعلن عن أنفسنا، ونحن لم نصدر أي بيان، ولكن تبين لنا أن هناك أجهزة معينة تقف وراء هذه البيانات».
(الأخبار)