جدد رئيس الجمهورية اميل لحود تحذيره من مشروع التوطين معتبراً انه «اذا سكتنا عن هذا الموضوع فسيدفع اولادنا والاجيال القادمة ثمن هذا السكوت». ورأى «أن الطريقة الوحيدة للتوصل الى حلول في لبنان، تكون عبر تأليف حكومة وحدة وطنية، تبحث في موضوع المحكمة الدولية، وفي مشروع قانون الانتخابات النيابية».كلام لحود جاء خلال استقباله امس وفداً من شباب «تيار المردة» برئاسة المحامي يوسف فنيانوس الذي نقل الى الرئيس لحود تحيات الوزير السابق سليمان فرنجية، مؤكداً دعم «تيار المردة» لمواقف رئيس الجمهورية ولا سيما موقفه المطالب بضمان حق العودة للفلسطينيين الى ارضهم ورفض توطينهم في لبنان. وأكد أن ثمة مخاوف من أن تستمر الهجمة الاميركية على المنطقة والتي لا بد من مواجهتها بموقف وطني واحد.
ورد الرئيس لحود مرحباً بالوفد، وقال: «هناك هجمة كبيرة على لبنان، لسببين: الاول هو حق عودة الفلسطينيين الى ارضهم، والثاني هو انزعاج اسرائيل من وقوف دولة عربية صغيرة هي لبنان في وجهها، كلما حاولت التعدي عليها ابتداء من الوقت الذي تم فيه تحرير الارض وصولاً الى الحرب الاخيرة على لبنان، الصيف الماضي».
ولفت «الى ما ذكرته وزيرة خارجية اسرائيل عن قبول بلادها بالبحث في المبادرة العربية التي اقرت في قمة بيروت عام 2002، اذا حذف منها بند حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم وعدم توطينهم في البلدان التي لجأوا اليها»، معتبراً «ان كلامها هذا يؤكد أنه كان على حق عندما اصرّ على إدراج هذا البند في صلب المبادرة العربية».
وتساءل: «هل يظنون انه بافتعال المشاكل بين اللبنانيين بإمكانهم تمرير مسألة توطين الفلسطينيين، وحذف هذا البند من المبادرة؟». وأكد «جواباً عن ذلك، أنه «لن تحصل مشاكل بين اللبنانيين كما يظنون. لذلك نطالب بمشاركة الجميع في القرار، وهذا ما نص عليه الدستور بوضوح حيث يؤكد انه لا شرعية لأي مؤسسة بدون مشاركة جميع الفئات اللبنانية. فبالأحرى اليوم، اكثر من نصف اللبنانيين نزلوا الى الشارع. اليس لهؤلاء كلمتهم؟ وهناك شريحة كبيرة من اللبنانيين باتت خارج الحكومة، اليس لها ايضاً كلمتها؟».
ورأى أن الدعم الخارجي «لمن يرى أنه الاكثرية (...) لا يهدف الى تحقيق مصلحة هؤلاء، بل مصالحه الخاصة. فاذا نجح هذا الخارج في تحقيق مصالحه، وإلغاء حق العودة، فإن لبنان بأكثريته ومعارضته هو الذي سيدفع ثمن ذلك».
وكرر «ان الطريقة الوحيدة للحل هي عبر تأليف حكومة وحدة وطنية. وعند تأليفها تبحث في موضوع المحكمة الدولية، ووضع قانون انتخابات نيابية عادل، وإجراء انتخابات جديدة». لافتاً الى أن «هناك لجنة متخصصة درست الموضوع وتقدمت بعدة اقتراحات، والبيان الوزاري حدد للجنة مهلة ستة اشهر لوضع قانون انتخابي».
ورأى أن «ما يذكر اليوم من أن القمة العربية المقبلة ستبحث في حق عودة الفلسطينيين الى ارضهم، يجب أن يحفز جميع اللبنانيين على القول بأعلى الصوت بأن لبنان بأجمعه لا يقبل بتوطين الفلسطينيين فوق ارضه. فاذا سكتنا عن هذا الموضوع، فسيدفع اولادنا والاجيال القادمة ثمن هذا السكوت، وسيقولون إن المسؤولين في لبنان باعوا بلدهم من اجل مصالحهم الشخصية، وهذا ما لا نقبل به».
وأكد لحود «ان قوتنا هي في قوتنا، لا في ضعفنا كما كانوا يعتبرون في الماضي. وتأكدنا من ذلك بالممارسة. ففي عام 1982، وصلت اسرائيل الى العاصمة، ولم يكن هناك مقاومة وطنية لتقف في وجهها. اليوم، شاهدنا ماذا فعلت اسرائيل الصيف الماضي، وكيف فشلت في تحقيق أي تقدم داخل لبنان برغم القصف الوحشي الذي مارسته، والسبب هو أن هناك لبنانيين مستعدين للموت في سبيل ارضهم. وهذا ما ازعج اسرائيل، لأنها اعتادت ان تفعل ما تريد في المنطقة من دون محاسبة. وهي اليوم خائفة من ان تحذو دول المنطقة حذو لبنان، وتحاول المستحيل لترد على الصفعة التي تلقتها من لبنان، عند تحرير الارض، وفي الصيف الماضي. لذلك، ما لم تتمكن من تحقيقه بالقوة تحاول تحقيقه بطرق اخرى، منها اسقاط حق عودة الفلسطينيين الى ارضهم».
من جهة أخرى استقبل لحود الوزير السابق الدكتور اسعد دياب الذي نقل عن رئيس الجمهورية تمنياته أن يتم التوافق على نجاح المساعي المبذولة عربيا وداخليا للوصول الى اتفاق يعزز الوحدة الوطنية، من اجل ايجاد الاستقرار السياسي الذي هو المدخل لإعادة اطلاق عجلة الاقتصاد، مشيراً الى ان الرئيس لحود شدد امامه على أن الصيغة المثلى للحلول في لبنان هي اقتناع الجميع بأن تكون الغلبة للبنان لا لأي فريق على آخر.
والتقى لحود النائب السابق الدكتور انطوان حداد الذي رأى أن الدعوة الى القمة وجهت الى رئيس الجمهورية، «ولا يجوز تالياً بحث موضوع الوفد المشارك في غياب الرئيس لحود، معتبراً أن ذلك مخالف للقوانين والاعراف وهو بمثابة هرطقة دستورية».
والتقى لحود وفداً من «رابطات اخويات لبنان» الذي قدم الى رئيس الجمهورية دعوة إلى المشاركة في القداس الالهي الذي يترأسه البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير في 25 آذار الجاري في الصرح البطريركي.
(وطنية)