دعت «رابطة علماء بلاد الشام» الى توقيع وثيقة وبيان مشترك من مرجعيات السنة والشيعة يحرّم الاقتتال الداخلي وما يؤدي إليه من تصريحات وخطاب مشحون يؤجج مشاعر التعصب المذهبي.وكان وفد من الرابطة ضم وزير الأوقاف الأردني السابق الدكتور الشيخ عبد العزيز، رئيس المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية السابق وزير الثقافة الأردني السابق الدكتور ناصر الدين الأسد، قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير رجب التميمي، عضو مجلس الأعيان الأردني وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء السابق عبد الحليم عكور، الأمين العام للرابطة بلال حسن التل، جال على كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ، مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني ، المرجع السيد محمد حسين فضل الله ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.
وبعد لقائه المفتي قباني قال التميمي: «جئنا إلى لبنان الحبيب بعد شعورنا بقلق شديد عليه وخوفنا من انتقال الفتنة والاقتتال في العراق إلى لبنان بين المسلمين السنة والشيعة». أضاف: «سمعنا من سماحة المفتي ما يطمئن وكذلك في كل اللقاءات بأنه لن تكون هناك فتنة بين المسلمين الشيعة والسنة، لكن أسباب الاختلاف ما زالت موجودة، ونحن نحاول أن تكون هناك وثيقة وبيان مشترك من مرجعيات السنة والشيعة بتحريم الاقتتال الداخلي وما يؤدي إليه من تصريحات وخطاب مشحون يؤجج مشاعر التعصب المذهبي بين السنة والشيعة».
من جهته، رحب المفتي قباني بزيارة الوفد «للاطلاع على الأوضاع اللبنانية وما آلت إليه لتعزيز الجهود العربية الهادفة إلى حل الأزمة اللبنانية واستعادة لبنان عافيته ودوره المميز كنموذج للوفاق الوطني والعيش المشترك لتنعكس هذه الوحدة على التنوع في العالم العربي والإسلامي، وحدة وتضامناً».
وعرض الوفد مع السيد فضل الله الأوضاع الإسلامية ، ونوه الدكتور الأسد بفتوى السيد فضل الله تحريم الإساءة للصحابة أو سبهم.
ورد فضل الله مرحباً بالوفد موضحاً أن «المشكلة التي نعيشها في المنطقة هي من أميركا» التي قررت أن الإسلام هو العدو وبدأت تعمل على تفتيت العالم الإسلامي مشيراً «إلى وجود تحضيرات أميركية وإسرائيلية للتدخل في حيثيات القمة العربية القادمة لحذف قضية اللاجئين وربما قضية القدس، وهناك الكثير من الاستعدادات العربية الرسمية للقبول بذلك ولحذف المزيد من اللاءات العربية، كما جرى في قمة الرباط وما تلاها».
وخلص الاجتماع إلى إعلان توصيات شددت على دعم كل الجهود الآيلة إلى حل الأزمة في لبنان، والتأكيد على جميع الأطراف اللبنانيين أن يتعاونوا للخلاص من هذه المشكلة، و دعوة علماء المسلمين من السنة والشيعة وكل الفاعليات والشخصيات الإسلامية إلى اعتماد خطاب إسلامي وحدوي يكون الأساس لتعميق الوحدة الإسلامية ورفض كل محاولات إثارة الفتنة بين السنة والشيعة، والتأكيد أن مشاكل العالم الإسلامي تنطلق في الأساس من الاحتلال الإسرائيلي والأميركي، ورفض كل أساليب وبيانات وكلمات التكفير والسباب التي تنطلق من هنا وهناك.
من ناحيته شدد الشيخ قبلان خلال استقباله الوفد على «ضرورة بذل الجهود لتقريب وجهات النظر، وتفعيل التواصل بين المسلمين»، مؤكداً «أن الأزمة في لبنان سياسية لا دخل للدين فيها».
(وطنية)