حمّل رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع السوريين، الذين «لا يتقبّلون خروجهم من لبنان، ولا يتقبّلون أن يكون لبنان بلداً مستقلاً»، المسؤولية الرئيسية عن الوضع الراهن في لبنان، إضافة إلى «حزب الله» الذي يطرح مشروعاً «لا علاقة له باللبنانيين وبلبنان كدولة مستقلّة»، ورأى أن «المعارضة في مأزق لا تعرف كيفية التخلص منه»، وأن «أفق المفاوضات» بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سعد الحريري يأتي في هذا السياق.وإذ نفى وجود «صراع بين الطائفتين السنيّة والشيعيّة»، لأنه «صراع لبناني ـــ لبناني حول مجموعة مفاهيم كبرى ستحكم المبادئ العامة في لبنان»، انتقد مفهوم حياد المسيحيين الذي هو بمثابة «وصفة طبية لموت المسيحيين سياسياً في لبنان».
وفي كلمة ألقاها في حفل أقامه قوّاتيو المتن الجنوبي، أمس، لمناسبة اختتام «دورة الجامعة الشعبية»، أشار جعجع إلى أن «تكثيف الجهود والمثابرة عليها سيؤديان إلى صمود تحالف 14 آذار وبقائه»، لافتاً الى أن «القوات عادت إلى موقعها الفعلي الذى تستحقه وتستحق أكثر منه».
وإذ رأى أن السوريين «فقدوا ورقتهم الأساسية، ما أدّى الى تراجع أهميتهم في المنطقة وعلى الساحة الدولية، وإلى محاولاتهم الحثيثة للعودة الى لبنان بأي طريقة»، حمّل «حزب الله» مسؤولية تغيير الوضع اللبناني في اتجاه آخر، لأن أولوياته هي في «الصراع الكبير الذي تعيشه الأمة ككل، وليس سير العجلة الاقتصادية في لبنان ولا أمن المواطن اللبناني واستقراره»، ومشروعه «يستخدم من أجل عرقلة مسيرة ثورة الأرز».
كما رأى أن الصراع القائم في لبنان يكمن في «هوية لبنان ومدى استقلاله وسيادته، وترسيم حدوده مع سوريا، ونزع السلاح من داخله، وإقامة دولة واحدة»، وذكّر بأن المسيحيين «كانوا رأس حربة، ويجب أن يبقوا هكذا»، داعياً إياهم إلى «عدم الوقوف جانباً، والمشاركة الفاعلة في الحياة الوطنية، لنيل الدور المطلوب والمؤثر».
وحمّل جعجع رئيس الجمهورية إميل لحود مسؤولية «شلل كل مؤسسات الدولة»، ونوّه بـ«أهمية اتفاق الطائف الذي لم يطبّق، والذي عمل على تشويهه»، داعياً القواتيين إلى ضرورة «الانفتاح على الآخر، بالرغم من الاختلاف السياسي، وعدم التصادم مع أي طرف».
(وطنية)