رندلى جبور
  • تظاهرة «برتقالية» أحيت الذكرى الـ 18 لـ«14آذار» بعد استعادتها من «تظاهرة الأربع ساعات»

    رفضت ذاكرة شباب «التيار الوطني الحر» الحياد في ذكرى 14 آذار وما تحمله بالنسبة إليهم من نضال احتفلوا بميلاده الثامن عشر في فندق «غاست هاوس» في الرابية الذي ضاقت صالته الرئيسية فامتلأت الصالات المجاورة وباحته بالبرتقاليين

    غص فندق «غاست هاوس» في الرابية بالشارات البرتقالية وصور العماد ميشال عون ورددوا تكراراً: «الله لبنان عون وبس»، «ما بدنا إلا العماد رئيس الجمهورية». وفيما عرضت اللجنة المنظمة للقاء فيلماً وثائقياً بعنوان: «14 آذار مش هيك بلشت الحكاية»، ردد طلاب «التيار» مع عون في مقتطفات له منذ 14 آذار 1989 حين أعلن حرب التحرير إلى 14 آذار 2005 العبارات التي حفظوها غيباً، من دون أن تغيب أغنيات «التيار» الخاصة التي أشعلت الحماس في نفوس الشباب مثل «يا بعبدا جاييكي العز» و«نزل التيار عل أرض» سبقت وصول العماد عون إلى منصته المزينة بباقات زهر برتقالية حيث انتظره إلى الطلاب نواب تكتل «التغيير والإصلاح» وعدد من القياديين.
    الناشط في التيار مارك حويك استُقبل استقبال الأبطال في الرابية أمس، لكن على كرسي مدولب أصبح جزءاً منه بعدما أصيب برصاصة في عموده الفقري في الثالث والعشرين من كانون الأول الماضي، وقد وصفه عون بـ«ضيف شرف 14 آذار 2007»، وخصوصاً أن حويك وفى بوعده بالمشاركة في أقرب تجمع للتيار الوطني الحر.
    دخول عون الساعة الرابعة تماماً على أنغام أغنية «خبطة قدمكم عل أرض هدارة» أشعل الصالة صراخاً وتصفيقاً حاداً وهتافات، ما أضطر قائد التيار الى إسكاتهم أكثر من مرة من أجل ضمان إصغاء الجميع وخاطبهم ممازحاً: «لازم تصغوا تتقدروا أنتو تفكروا لأن ما رح نسمع عنكن أو نفهم عنكن».
    عون استعرض أحداث 14 آذار 1989 وذكّر من تخونه الذاكرة بالأبطال الحقيقيين لهذا التاريخ الذين تعرضوا على مدى عقد ونصف العقد للقمع والضرب والأسر والاعتقالات وانتقد من «يتلطون» اليوم بـ14 آذار أو على ما وصفهم «أولاد بناديق لا أبناء سيادة»، طارحاً «مفارقة لا يمكن أن تحصل في أي دولة ديموقراطية في العالم» فقال: «كيف يمكن من خضع للوصاية طيلة فترة الاحتلال السوري أن يدعي أنه 14آذار لمجرد تظاهرة دامت أربع ساعات فقط». وسأل: «أين الثريا من الثرى؟».
    وانتقل إلى الملفات السياسية متهماً الفريق الحاكم بالتواطؤ بعرقلة ملفات ثلاثة هي: مهجرو الجبل والمعتقلون في السجون السورية واللاجئون إلى إسرائيل.
    وقوطع كلام عون تكراراً بالتصفيق وإطلاق الشعارات بعد تطرقه لمجمل المواضيع المطروحة على الساحة الداخلية، ورأى «عصياناً دستورياً» ترتكبه الحكومة الحالية بمخالفتها مواد قانونية ودستورية عدة، رافضاً «كسر إرادة المسيحيين الذين تعرضوا للإجحاف طويلاً ثم اختاروا الخط الذي يناسبهم في الانتخابات النيابية الأخيرة»، وحذر من يحاول تهميشهم بالقول: «منكسرلن رقبتن قبل ما يكسروا إرادة المسيحيين».
    وكان للحكومــــة الحالية حصة الأســــد فــــي حديث عون الذي انتقد نهجــــها قبــــل الحرب الإسرائيلــــية وخلالهــــا وبعدها، مشيراً إلى أنها أضافــــت إلى «الائتمــــار بالخارج وخرق الدستــــور وتراكم الدين العام وممارسة الكيدية والاستئثار بالسلطة ورفض المشاركة ومحاولة تسريب الفتنة الأهلية، حرية الشتائم والسباب».
    وذكّر بما قاله رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للمعارضة «إن رضوا أم ما رضوا رح تطلع الشمس ويصيح الديك»، و«يخيطوا بغير هالمسلة». ثم توجه عون إلى السنيورة بالقول: «إذا رفض الاحتكام إلى رأي الشعب، فهو ليس برئيس حكومة وليخيط هو بغير مسلة».
    المشروع الإصلاحي جاهز والحل سيقدمه «التيار الوطني الحر» على ما أعلن عون «فور تعب الحكومة من شغفها بالسلطة ونزعة السيطرة لديها ومن إفلاسها السياسي والاقتصادي والإصلاحي».
    وطمأن اللبنانيين إلى أن المعارضة «لن تنجر لأي نوع من أنواع الانقسام الطائفي أو المذهبي، وإن بيروت لن تكون شرارة أي فتنة في العالم العربي ولن تسمح بوصول أي شرارة فتنة إليها».
    رئيس لجنة الشباب والشؤون الطالبية في «التيار الوطني الحر» فادي حنا اختصر 14 آذار الحقيقي بخمسة عشر ألف معتقل مقابل أربعين ملياراً ديناً وبتاريخ بعيد عن العمالة والعمولة ودمعة الضمير وختم: «يمنكهم أن يكذبوا على كل الناس بعض الوقت، وعلى بعض الناس كل الوقت، لكنهم لن يكذبوا على كل الناس كل الوقت».
    الصالة في فندق «الغاست هاوس» لم تتسع للأعداد الكبيرة، فامتلأت الصالات المجاورة وباحة الفندق بالبرتقاليين. المطر، كما في كل تجمع للتيار الوطني الحر، هطل بكثافة خلال هذا اللقاء، وقد وصفه العونيون بأنه «خير وبركة وعافية».