أمال ناصر
«قضية المحكمة منتهية وحكومة الوحدة الوطنية قاب قوسين»

عاد رئيس «جبهة العمل الإسلامي» الداعية فتحي يكن من طهران بعد مشاركته في مؤتمر الوحدة الإسلامية ولقائه كبار المسؤولين الإيرانيين، بجرعة من «التفاؤل» بحل الأزمة اللبنانية، لكنه تفاؤل مصحوب بقلق من الدور الأميركي في المنطقة ولا سيما عبر «أدواتها في لبنان» حسب قوله.
ونوّه يكن في حديث لـ«الأخبار» «بالمبادرة الإيرانية الصادقة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عبر زيارته المملكة العربية السعودية واللقاءات الإيرانية المتعددة بمختلف الأطراف الإقليمية، التي تهدف الى مساعدة لبنان للخروج من الأزمة التي يمر بها»، مشيراً الى «أن تجاوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كان كبيراً وهو ما أتاح الفرصة للمبادرة كي تأخذ طريقها الى التنفيذ». وفي المقابل، لفت يكن الى «ان القوى الخارجية وخاصة الإدارة الأميركية تعمل بإصرار على مراوحة الأزمة اللبنانية في مكانها، مراهنةً على الوقت واحتمال تراجع المعارضة عن مواقفها وثوابتها»، منتقداً «تصريحات بعض أطراف قوى 14 شباط ومواقفها الرافضة لأي تدخل عربي في الشؤون اللبنانية، وترحيبها في الوقت نفسه بالتدخل الأجنبي الذي من شأنه أن يجعل لبنان رهينة في يد الخارج ولو أُسقط شعار السيادة الذي تردده هذه القوى بين الحين والآخر».
وأوضح يكن «أن مسؤول الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني كان مصراً على متابعة الملف اللبناني حتى النهاية لأنه يدرك ان الإدارة الأميركية تقف عائقاً في وجه أي حل للملفات العالقة في فلسطين ولبنان والعراق». وقال: «لمسنا تصميماً واضحاً لدى المسؤولين الإيرانيين على التعاون مع القوى الوطنية والإقليمية والعالمية لرفع اليد الأميركية عن هذه الملفات الساخنة كي تترك لهذه الدول الفرصة لحل مشكلاتها بنفسها». وأكد «ان الإيرانيين أقرب الى التفاؤل منهم الى التشاؤم ويعتبرون ان الوقت في مصلحة المعارضة لا الموالاة وأن أميركا تسجل تراجعاً، والرئيس الأميركي جورج بوش يتكبّد خسائر معنوية في سياسته الفاشلة ما يؤكد حتمية الخروج من المأزق وتحقيق مطالب المعارضة». وأشار الى «ان ما يصيب لبنان من شأنه ان يطال الدول المحيطة والمناخ الإقليمي بشكل عام وهو ما دفع بهذه الدول الى المسارعة في إيجاد مخرج للمشكلة حفاظاً على أمنهم إن لم يكن على أمن بلد شقيق».
وتوقف يكن عند التصريح الأخير لرئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري الذي أكد فيه «ان المحكمة ليست هي المشكلة بل الحكومة»، مذكّراً إياه بتصريح سابق قال فيه: «أعطونا المحكمة وخذوا الحكومة». وأوضح «أن قوى 14 شباط تدرك أن قضية المحكمة باتت منتهية وأن قضية حكومة الوحدة الوطنية باتت قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء».
وعبّر يكن عن تفاؤله «ولا سيما مع الفشل الذريع الذي منيت به السياسة الأميركية، ما يعزز الثقة بأن هذه السياسة ستسقط وان السياسات المعارضة للولايات المتحدة الأميركية هي التي ستنتصر»، واصفاً الوضع الحالي للمعارضة بأنه «أكثر تلاحماً ووحدة من قبل على عكس قوى 14 شباط التي لا تجمعها وحدة تصور وتصرف بل مواقف متناقضة تنذر بانقسامها وانفراطها».
وفي مجال آخر نفى يكن ما نشرته إحدى الصحف اللبنانية نقلاً عن المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا علي صدر الدين البيانوني عن انه «تهجّم بشدة على النظام السوري ولم يحمل أي وساطة بين الإخوان والنظام»، مؤكداً «ان الهدف من اللقاء كان الوساطة بينهم وبين النظام». ورفض الرد مباشرة على البيانوني لأنه «قد يكون الكلام المنسوب إليه لم يصدر عنه وإلا فلكل حادث حديث». وشدد على ان «مواقف تنظيم «الإخوان المسلمين» يعلنها المرشد العام الشيخ محمد مهدي عاكف»، مؤكداً «ان الإخوان في سوريا خارجون عن ثوابت التنظيم وان موقفهم السياسي شاذ ويختلف عن موقف القيادة المركزية للإخوان التي تدعم المقاومة وترفض إسقاط النظام السوري». وحمل على العلاقات القائمة بين التنظيم في سوريا وقوى 14 شباط ونائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، مشيراً الى «أنهم على علاقة بالواسطة مع أميركا»، ومعتبراً «ان الذي يسير مع أميركا كأنه يسير مع إسرائيل».
وأعلن انه «يعمل على تجميع القوى الإسلامية ولا سيما حركة الإخوان المسلمين لأننا بحاجة الى ان يكون القرار المركزي ساري المفعول لدى أبناء الحركة ولا بد للموقف القطري من ان يلتقي مع الموقف المركزي».