فداء عيتاني
تشهد جبهة العمل الاسلامي نموا هادئا، وتتجه الى تأسيس قواعد لها بعيدا من الاعلام، مستفيدة من شبان وكوادر في المناطق كافة خصوصاً في الشمال وبيروت واقليم الخروب وصيدا، من دون ان تنغمس في موقف تبعي لاية جهة. فالجبهة التي يترأسها الداعية فتحي يكن تنتقد مواقف المعارضة والاكثرية على حد سواء، وعلى رغم انها مصنفة في خانة المعارضة، الا انها تحتفظ بهامش واسع من الاستقلالية.
هذه الاستقلالية تسمح للجبهة باستقطاب مزيد من الشبان، كما انها تستهدف جمهورا غير ملتزم دينيا، «وان كانت تعيد صياغته في اطار اسلامي. وتتجه نحو نشاطات عامة مثل فرق رياضية وكشافة ودفاع مدني» كما يقول الشيخ عبد الناصر جبري، وهو العمل نفسه الذي يعتمد عليه الشيخ زهير الجعيد في اقليم الخروب، حيث يقطن ويتابع يوميا شؤون جبهة العمل وتأطير الشبان ضمنها.
ولا يرغب الجعيد في ذكر التحضيرات التي يقوم بها للمرحلة المقبلة، وهو بعد الاعتداء الذي تعرض له منزله خلال اجتماع «لجنة المتابعة لاقليم الخروب العربي المقاوم» بات يعتمد تكتيك «المفاجأة» في عمله. ورغم ان الاهالي في منطقته يعتبرونه الممثل الاول للمعارضة، الا انه يستفيد من حضوره الدائم بين الناس لترسيخ قواعد للجبهة معتمدا التوجه الى شبان من اهالي المنطقة ليس شرطا مستوى التزامهم الديني، كما انه يحضر لنشاطات حول عناوين سياسية اقليمية تشير الى الانتماء الوطني والعروبي والاسلامي لاهالي المنطقة.
وفي بيروت، كما في المناطق من طرابلس الى صيدا، ستعقد مؤتمرات لجبهة العمل الاسلامي تحت عنوان «نصرة بيت المقدس» في الاسابيع القليلة المقبلة. وفي انتظار اختتام رئيس الجبهة الداعية يكن لزيارته الى طهران، تبحث الجبهة اقتراحات عدة في اكثر من منطقة، وهي باتت تعتمد على تجمعات شبابية يرفض اقطاب الجبهة ومسؤولوها في المناطق تحديد احجامها.
ويرفض الجبري ان يحدد حجم انتشار الجبهة في العاصمة، مكتفيا بالاشارة الى اللقاء الذي استضاف يكن في بيروت منذ اسبوعين، وتمت خلاله مناقشة مختلف المسائل، ويقول ان «الافضل عدم التطرق الى الاحجام الى ان تصبح النواة في بيروت صلبة»، بينما يكتفي الجعيد بالقول ان النشاط «قائم على قدم وساق الا ان ثمة الكثير من التعقيدات في المنطقة التي تدفع الى عدم الاعلان عن حجم الجبهة ودورها في الاقليم»، ملمحا الى دور لعبته في الاحتجاج على رمي نفايات النورماندي في الاقليم، الى جانب رئيس بلدية من الجماعة الاسلامية في المنطقة.
وعلى رغم الاتهامات للجبهة بأنها «مجرد تابع لحزب الله»، يصف احد قياديي الحزب، من المعنيين بالعلاقة مع الجبهة، الأخيرة بأنها «حليف يفكر معنا دون ان يمنعها هذا من اطلاق نقد يعمي ابصارنا بين حين وآخر».