strong>عادت الانتخابات الطالبية إلى الجامعة اللبنانية... عودة رحّبت بها غالبية القوى الطلابية مرفقةً موافقتها بـ«ولكن». هذه الـ «ولكن» تعود إلى تخوّف كل طرف من افتعال الآخر للمشاكل بسبب انعدام الثقة. صدر القرار والتنفيذ سيكون قريباً، وما علينا إلا الانتظار لرؤية ما إذا كان سيصحّ تخوف القوى الطلابية بعضها من بعض!
أصدر رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر قراراً بتأجيل الانتخابات الطالبية في الثاني عشر من كانون الثاني من هذا العام. وعاد عنه يوم أمس بمذكرة إدارية حملت الرقم 12، سمح بموجبها الرئيس بـ«استئناف انتخابات مجالس فروع الطلاب، في الوحدات والفروع في الجامعة، التي لم تستكمل فيها بعد، اعتباراً من الاثنين المقبل». وأضافت المذكرة معلّلة القرار: «لما كانت الظروف التي أدت الى تأجيل انتخابات مجالس فروع الطلاب قد تغيرت، وحيث إن جميع القوى الطالبية تجمع على ضرورة إجراء الانتخابات في ظل أجواء ديموقراطية واحترامها لمبدأ التنافس الديموقراطي، ستستأنف اعتباراً من نهار الاثنين الواقع فيه 19 آذار الانتخابات الطالبية في الوحدات والفروع التي لم تستكمل فيها بعد».
لاقت مذكّرة «الرئيس» ترحيباً عاماً من غالبية القوى الطالبية، لكنها لم تترك صدى إيجابياً في محيط «الشباب التقدّمي»، فالمشكلة بالنسبة إلى الاشتراكيين لا تتعلّق بتعليق الانتخابات أو عدمه، بل بجوانب أخرى تتحتّم معالجتها قبل إصدار المذكّرات، ويؤكّد الأمين العام لمنظّمة الشباب التقدّمي ريان الأشقر «أنّ المشكلة تكمن في مكان آخر، هناك في الحدث حيث تعمد أطراف قوى الثامن من آذار إلى تحويل الجامعة إلى ثكنة أمنيّة وبسط يدها السياسيّة على الحياة الطالبية وعلى قرارات الجامعة اللبنانيّة».
وطالب الأشقر رئاسة الجامعة باتّخاذ قرار موازٍ للقرار الأوّل يضمن حرّية الطلّاب ويقضي بتشديد المراقبة الأمنية «ولا سيّما في الملحقات الأمنية التابعة لقوى الثامن من آذار»، مؤكّداً أنّه «إذا تعرّض هؤلاء الأطراف لسير العمليّة الانتخابية، فإنّنا نقاطع الانتخابات ويصبح قرار الرئيس بالتالي دون فائدة».
أما مسؤول الجامعة اللبنانية في لجنة الشباب والشؤون الطالبية في التيار الوطني الحرّ روك مهنّا فرحّب بقرار رئيس الجامعة «وهذا ما طالبنا به دائماً». ورأى مهنا أن قراراً كهذا يدلّ على ضرورة تثبيت الحياة الديموقراطية في الجامعة اللبنانية وخصوصاً أن هناك هيئات طالبية باتت غير ممثلة للطلاب نتيجة تخرّج عدد من أعضائها. وشدّد مهنا على إدارة الجامعة اتخاذ تدابير أمنية مشدّدة بسبب أداء فريق السلطة، «فنحن مسالمون، لكنهم أثبتوا عدم سلميتهم الثلاثاء والخميس».
بدوره، رأى رئيس قطاع الشباب والطلاب في حركة الشعب بلال طي أن قرار رئيس الجامعة تصحيح للقرار الخاطئ الذي اتخذه سابقاً. وتمنى إجراء إصلاحات جدية في الجامعة اللبنانية تحدّ من تدخل الإدارة في الشؤون الطالبية، على أن تُعطى مجالس الفروع صلاحيات أوسع. ويرى مسؤول قطاع الطلاب في حزب الكتائب، ديميتري طبّال، أنّ القرار الصادر أمس عن رئاسة الجامعة يعيد حيّزاً من الحرية التي تعوّدها الطلاب في التعبير عن مختلف آرائهم السياسية، كما تمنى أن يجري ذلك ضمن إطار ديموقراطي. عن سبب صدور هذا القرار في هذا التوقيت يقول طبّال إنه قد تكون له علاقة ببوادر حل الأزمة العامة في لبنان. وأعرب طبّال عن استعداد «الكتائب» وجهوزيتها لخوض الانتخابات الطالبية على اعتبار أنه «حزب سياسي حاضر لتأدية دوره السياسي مهما اختلفت الظروف».
أما مسؤول قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي، الدكتور سمير دياب، فرأى أنّ القرار الأخير يضع الجامعة اللبنانية وطلابها على السكة الصحيحة، مذكراً بموقف «الشيوعي» الرافض لمنع إجراء الانتخابات رغم أنها كانت خطوة وقائية من جانب رئاسة الجامعة. وقال دياب إن الانتخابات تعيد إلى «اللبنانية» دورها النقابي والديموقراطي، كما أشار إلى إمكان الربط بين هذا القرار بـ«مشاريع التهدئة وإيجاد القواسم المشتركة بين اللبنانيين».
كما أعرب مسؤول قطاع الطلاب في تيار المردة أنطوان فرنجية عن تأييده لرجوع الإدارة المركزية عن قرار منع إجراء الانتخابات الطلابية في فروع ووحدات الجامعة اللبنانية، إذ إنها تمثّل «فرصةً لتعبير الطلاب عن آرائهم، لما هو في مصلحة الجامعة»، كما أنه على مستوى المصلحة الوطنية بشكل عام. وعن استعداد «التيار» لخوض الانتخابات أشار فرنجية إلى أنّ المردة ليس لديهم مشكلة في خوضها مهما كانت النتائج.
من جهته، رأى حزب الله أن “موضوع تحييد الجامعات عن الصراعات السياسية لا يعني عزلها ولذلك كان صدور القرار أمراً طبيعياً لعودة الحياة الديموقراطية”. مبدياً في الوقت نفسه ارتياحاً لقرار «الرئيس» رغم صدوره المتأخّر، وأشار مسؤول التعبئة التربوية في بيروت حسين يوسف إلى «أنّ القرار كان لا بدّ منه». ومن جهة أخرى، يصرّح طرف آخر من الحزب بأنّ «القرار هو تكفير عن خطأ سابق ارتكبه الرئيس»، مجدّداً في هذه المناسبة المطالبة بـ«عودة الاتّحاد الوطني للطلبة لأنّه المرجعية الصحيحة لقرارات التعطيل والبت سواء بالنسبة إلى الانتخابات أو غيرها»، كما دعا هذا الطرف الرئيس إلى اتّخاذ خطوات «إيجابية» أخرى تبدأ «بالإفراج عن النشاطات السياسيّة كافّة ضماناً للحريّة والديموقراطيّة الطالبية».
بدوره، أيّد الحزب القومي السوري الاجتماعي قرار رئاسة الجامعة، إلاّ أنّه اشترط صدور قرار آخر، إذ يشير المنفّذ العام للطلبة الجامعيين في بيروت زياد معلوف إلى «أنّ العودة يجب أن تكون شاملة ولا يجوز أن تعود الانتخابات من دون النشاطات السياسيّة، ولا سيّما أنّ الأولى تحتاج إلى حملات وبيانات للمرشّحين».
واكتفى مسؤول مكتب الشباب والرياضة المركزي في حركة أمل الدكتور حسن اللقيس بالترحيب بقرار عودة الانتخابات، معتبراً «أنّ قرار الرئيس الأوّل الذي قضى بتعطيل العمل الانتخابي إنّما كان في مصلحة الجامعة اللبنانيّة».
ولم تستطع «الأخبار» استيضاح رأي «مصلحة طلاب القوات اللبنانية» بسبب انشغال أحد مسؤوليها في أحد المعارض وعدم إجابة المسؤولين الباقين عن الاتصالات المتكرّرة، وهذا ما حصل أيضاً مع «جمعية شباب المسقبل» التي أجاب رئيسها نادر النقيب الاتصال الأول الذي ما لبث أن انقطع، ولم يُجب مجدداً.
(الأخبار)