شبعا ــ عساف أبو رحال
وجهت قوات الاحتلال الإسرائيلي إنذاراً إلى رعاة المواشي نقلته قوات الطوارئ الدولية الى جهات لبنانية أبلغت بدورها رئيس بلدية كفرشوبا عزت القادري، بضرورة ابتعاد الرعاة وقطعانهم عن بركة «بعثائيل» القريبة من الشريط الفاصل مع المزارع، بحجة أن الخط الأزرق يمر وسطها ويقسمها الى قسمين. ويأتي الإنذار في وقت تغطي فيه ثلوج سميكة البركة ومحيطها والمرتفعات والمراعي كلها، وبالتالي يتعذر على الرعاة التجوال والمجيء إلى البركة لسقي قطعانهم من الماعز. هذه الخطوة المبكرة تأتي مقدمة تضاف إلى حسابات الرعاة، بأن المنطقة باتت محظورة ويمنع الاقتراب منها.
بركة بعثائيل الواقعة جنوب شرق بلدة كفرشوبا، وضمن خراجها، هي ملك للأهالي منذ زمن طويل، اعتمدها الرعاة محطة رئيسة لسقي مواشيهم، وتبعد عن الشريط الفاصل و«بوابة حسن» نحو 300 متر، مثّلت في اعقاب التحرير محطة رئيسة وأخيرة لبعض الصحافيين المهتمين بمتابعة المستجدات الأمنية على الحدود مع المزارع، الأمر الذي أزعج الاحتلال، ودفع فريق مراقبي الهدنة إلى محاولة رسم خط جديد في الخامس من تشرين الأول لعام 2000، عمل الأهالي على إزالته، وأعيدت الكرّة في العاشر من كانون الأول من العام نفسه، ليعقب ذلك إقامة سياج شائك قرب الموقع الهندي على الطريق العام المؤدي الى البركة، بمسافة تبعد عنها نحو 500 متر و800 متر عن الشريط والبوابة، لتصبح المنطقة معزولة يصعب الوصول اليها. وهنا يمكن القول إن قوات الاحتلال نجحت آنذاك في إبعاد الصحافيين عن البركة ومحيطها وبقيت المنطقة مقصداً لقلة من المزارعين وأصحاب المواشي.
خطوة اليوم جديدة في إطار قديم، يهدف الاحتلال من خلالها إلى عزل البركة ومحيطها لتؤلف منطقة فصل يزيد عمقها على ألف متر، بعدما أضافت قوات اليونيفيل عائقاً آخر، بقطعها الطريق العام بعوائق حديدية وسلاسل معدنية، لمنع التقدم عشرات الأمتار الى نقطة تشرف على البركة ومحيطها.
قصدت «الأخبار» مرتفعات كفرشوبا وجالت فيها وصولاً إلى موقع الكتيبة الهندية المتقدم قبالة موقع الاحتلال في رويسة السماقة. الوصول الى المرتفعات ليس سهلاً بسبب الثلوج التي تغطي كل جانب، التصوير ممنوع، اجتياز الحواجز ممنوع حتى سيراً على الأقدام، تصوير المواقع الإسرائيلية أيضاً ممنوع، طلبنا التقدم أمتاراً لمشاهدة البركة والتقاط الصور لكن هذا أيضاً ممنوع.
رئيس بلدية كفرشوبا عزت القادري رأى أن اسرائيل دولة محتلة لا ترتدع إلا بالقوة وقال: «بركة بعثائيل ومحيطها هي خارج الشريط الفاصل وتتبع بلدة كفرشوبا، وهناك أراض أخرى ما زالت محتلة خلف الشريط، منها موقعا الاحتلال في السماقة ورويسات العلم ومنطقة الجل الأحمر ومساحات أخرى وصولاً حتى حدود المزارع. والبلدية بصدد اعداد لائحة بأسماء أصحاب الأراضي القريبة والمحاذية للبركة، وتقديمها إلى الجيش اللبناني بطلب منه».
محاولات الاحتلال الإسرائيلي منع المزارعين ورعاة المواشي التردد الى البركة، ليست إلاّ خطوة تندرج في اطار مخطط الأطماع الإسرائيلية في التوسع من خلال القضم والاقتطاع على حساب الأراضي اللبنانية. وفي حال نجاح هذه المحاولة يكون الاحتلال قد أقام منطقة فصل مع المزارع، تمتد من بركة النقار شمالاً حتى المجيدية وأطراف العباسية جنوباً، بطول نحو 20 كيلومتراً وبعمق يراوح بين مئة متر في الشمال وألف متر في الوسط وخمسة كيلومترات في الجنوب.