غربي بعلبك ـــ رامح حمية
دائرة نفوس شمسطار يعود تاريخ تأسيسها إلى تموز 1963، ويدخل ضمن نطاقها الإداري عدد كبير من قرى غربي بعلبك، بدءاً من تمنين جنوباً، مروراً ببدنايل وطاريّا، وصولاً إلى مزارع بيت مشيك ومزرعة الضليل المجاورة لبلدتي بوداي والعيدي شمالاً التابعتين لدائرة نفوس دير الأحمر، ويبلغ عدد المسجّلين فيها نحو 80 ألف نسمة.
يقصد المواطنون دائرة نفوس شمسطار ،فيستقبلهم عدد من بائعي الطوابع المالية، بأسعار مختلفة مع حوافز وخدمات مقابل كل طابع مالي (إنجاز وتخليص المعاملات بسرعة)، فبهو خارجي هو عبارة عن غرفة انتظار للمواطنين، تحوي ثلاث خزائن مهترئة صدئة، ألصقت عليها تعاميم وقرارات إدارية وأرقام طلبات الهوية الجديدة، وفي البهو أيضاً فتحتان ليستا للتهوئة بل للتواصل بين المواطن والموظف الذي ينجز المعاملة، وباب خشبي يفصل بين غرفتين أخريين، إحداهما لرئيس الدائرة وأخرى للموظفين الخمسة، وعدد من الخزائن الرمادية الصدئة ولمكاتب قديمة ألصق عليها المئات من «ورق الجدران» المزركش الألوان، فباتت الغرفة بكاملها أشبه بـ«الرسم الخاص بلعبة المتاهة» حسبما يقول أحد المخاتير السابقين الذي عايش الدائرة منذ تأسيسها. ويتابع المختار حديثه فيقول: «معك خبر أنو أحد هالمكاتب إعارة من مكتب القائمقام في بعلبك ومن الستينات؟!».
غرفة الموظفين تفتقد التهوئة صيفاً والتدفئة شتاء، إذ يبقى ذلك على «همة» كل موظف بإحضار إما مادة المازوت أو استعارة «مروحة» من منزله كل يوم وحتى انتهاء دوامه اليومي.
دائرة نفوس شمسطار انتقلت حديثاً (نيسان 2006) الى المبنى الجديد الذي تم استئجاره بمبلغ سنوي يبلغ 7 ملايين و500 ألف ليرة، علماً بأن تشييد مبنى بالمواصفات الجديدة تبلغ كلفته 15 ألف دولار أميركي تقريباً، وبحسب أحد الموظفين الرسميين «تم إرسال العديد من المراسلات الرسمية إلى الإدارات المعنية ومنها مصلحة الأبحاث والتوجيه في مجلس الخدمة المدنية من أجل المكننة والاهتمام، إلا أن جميعها لم يتم الرد عليها».
في دائرة شمسطار 6 موظفين ينجزون يومياً ما يقارب الـ150 معاملة رسمية مسجّلة (إخراج قيد فردي أو عائلي ووثائق على اختلافها: ولادة، وفاة، زواج) ناهيك أيضاً عن المعاملات غير المسجّلة والتي تتعلق بتصاريح التعويضات العائلية الخاصة بالجيش والدرك والأمن العام والأساتذة. ويعرب أحد مخاتير غربي بعلبك، الذي كان ينجز بعض المعاملات، عن تخوفه من الحالة المزرية للسجلات الرسمية المهترئة بالكامل والتي بدأت تفقد أجزاءً من أطرافها، وهي تحوي أسماء أهالي المنطقة المسجلين فيها.
وأوضح أن حالة الاهتراء ناجمة عن «الفلفشة المتواصلة يومياً من أجل إنجاز المعاملات».
دائرة نفوس دير الأحمر ليست أفضل حالاً من مثيلتها في شمسطار من حيث الأرشيف والتجهيزات والملحوظات، فهي استحدثت منذ فترة لا تتجاوز الأربع سنوات وتقبع في الطبقة الأرضية للبلدية، وفيها 5 موظفين: اثنان أصيلان وثلاثة منتدبين، وتشمل عدداً من القرى، منها: بوداي، دير الأحمر، عيناتا، برقا، رام، نبحا، شعث ومقنة.